وجاء الوارث بكتاب حكمى بعد أن أثبته عند الحاكم ، فلما وصل الأمر إلى الملك استكبر عن أداء المال وتغلب على الوارث ، ورد الوارث بكتاب الحكم إلى بغداد وعرض حاله وما تم له على الإمام ، فأمر الإمام الأمير بادكين (١) صاحب البصرة أن يقطع عنهم المادة فقطع وضاق ذلك على أهل الجزيرة ، فلما رأى الملك نقصان حاله قرر على نفسه الثلاثين الألف دينار التى للمتوفى إلى ورثته ببغداد مع نصف دخل جزيرة قيس للخليفة سنة خمس عشرة وستمائة.
ففى الجزيرة عامل للخليفة وعامل لصاحب كيش وكذلك فى نفس الجزيرة عامل للخليفة وعامل للملك ، كما قال :
يا قاتلى جرما بغير مودة |
|
احذر عليك ، كما تدين تدان |
وهذه الجزيرة حصينة طيبة نزهة وغالب سفر أهلها فى البحر وشراؤهم البربهار ، وليس يخرج عندهم من الضرائب الذهب إلا أبو نقطة ، ولا يشترى أحد من هؤلاء قدور البرام وقصب القنا إلا الملك وحده ، ولم يبع أحد قدور البرام وقصب القنا إلا الملك وحده ، وإن لم يبع هذه صاحبها على الملك أخذها عنفا.
يقال : إن عنده مخازن برام وغضائر ملؤها قصب القنا ، ولم يقع للمسافر وقت السفر فسح إلا بخط سبع عشرة علامة للنواب والثامنة عشر علامة الملك.
حدثنى جوشن بام بن أبى بكر بن سليمان الجاشو قال : إذا وقع الملك على خط الفسح أعاد للرجل الخط ، يعنى الفسح ، من خلال خشب من عمل يده ، وهو
__________________
(١) غير منقوطة فى الأصل.