وقد بنى على أعلى ذروته مسجد يسمى الشاهر لأنه اشتهر برفعه على ما حوله من الأعمال ، ويقال : إنه مسكن الخضر ، عليهالسلام ، وهو جبل عال عاص على الملوك باليمن.
وبها من الحصون ما شاء الله شبه قطع الشطرنج بيان لناظره علوها من أبعد مكان ، يعنى من تهامة ، وأهله قوم من آل حمير ومنهم الذى يقول :
ستذكر قومى نجدتى ومكارمى |
|
وما فعلت قومى بقيس أفاعلا |
بنيت لهم مجدا من النجم والعلى |
|
وصاروا خيار الناس ثم الأقاولا |
فحمير أرباب الملوك وخيرها |
|
فهم من قديم الدهر كانوا الأفاضلا |
وفى هذا الجبل تنبت الشمة.
وإلى الكدراء خمس فراسخ بناها الملك دقيانوس على جاحف الوادى ما بين أراك وشجر.
وحدثنى عمر بن على بن مصبح قال : حدثنى يوسف بن الهمدانى قال : إنى قفّزت حصانى جاحف الوادى فقفز قعره وكان عرضه يومئذ فى ذلك العهد ثلاثة أذرع وعمقه مثل عرضه فى أواخر دولة الحبشة وأوائل دولة بنى مهدى ، والآن صار واديا عظيما يكون عرضه أكثر من ثلاثة آلاف ذراع لأن السيل أكله ، ولم يكن فى قديم الأيام واديا بل كان الوادى وسط المدينة وكان على البلد سور وخندق وأبواب.
قال : وأهلها يشربون الماء من جاحف الوادى وللاستعمال يستقون من آبار عندهم ، لأن مياه آبارهم مالحة ، ولم يبنوا دورهم إلا من آجر يخرجونه من الأرض من الردوم ، وطول كل آجرة نصف ذراع فى عرض مثلها من بناء الأوائل.