وحدثنى عمر بن على بن مصبح قال : جاء بعض الأيام سيل عظيم فى بعض السنين وجاء السيل مع جريانه برجل ميت قد مصته الأرض وقد صار شبه القد طوله سبعة أذرع ، وقيل : خمسة أذرع مقلدا بسيف ، فقصوا الأثر فوجدوا أنه كان دفن قائما فى أيام دقيانوس الملك.
واستدل على ذلك أنه ما كان القوم يدفنون موتاهم إلا قياما ، ويقال : كذلك دفن إبراهيم الخليل ، عليهالسلام ، ودفن عبد المؤمن بن على الكوفى ومحمد بن الحسين بن تومرت البربرى فى حصن الغار ، ويسمى حصن المهدية ، وإنما يفعلون ذلك ليكون الملك قائما فيهم إلى يوم الدين ، وهذا هو الجنون بعينه.
ومما ذكره عمارة بن محمد بن عمارة فى كتاب المفيد فى أخبار زبيد أن القائد الحسين بن سلام اختط مدينة الكدراء على وادى سهام واختط مدينة المعقر على وادى ذؤال ، ويقال : معاملة الكدراء من الدومتين إلى قرب المزحف طول إلى المسجد الذى بناه ابن وهب قريبا من القحمة ، وفى الجبل إلى البحر طول ، ودخلها كل يوم ألف دينار ، وتسمى سهام كما قال :
أرى الشأم يدنو كل يوم وليلة |
|
ويبعد منى سردد وسهام |
ففروجى وقلبى فى دمشق ومهجتى |
|
وجسمى منىء قد حواه سهام |
وقال آخر :
ما لى وصحبة سكان العقيق وهم |
|
إن عاهدوا غدروا أو ذكروا جحدوا |
يا حبذا جاحف الوادى إذا لعبت |
|
فيه الغصون وغنى طيره الغرد |