والخارج إليها من ظاهر البلد ، وأشرف الناس على الخطر العظيم إلى منتصف ذي الحجة من السنة.
وكان عماد الدين قد ملك الموصل والجزيرة والشام فسير إلى حلب الأمير سنقر دراز والأمير حسن قراقوش وهما من أكابر أمراء البرسقي وقد صاروا معه في عسكر قوي ومعه التوقيع من السلطان بالموصل والجزيرة والشام ، فاستقر الأمر أن يسير بدر الدولة بن عبد الجبار وختلغ أبه إلى الموصل إلى عماد الدين ، فسارا إليه ، وأقام حسن قراقوش بحلب واليا عليها ولاية مستعارة ، فلما وصل بدر الدولة وختلغ أبه إلى عماد الدين أصلح بينهما ولم يرد واحدا منهما إلى حلب وسير حاجبه صلاح الدين محمد الباغيسياني إليها في عسكر ، فصعد إلى القلعة ورتب الأمور وجعل فيها واليا.
وسار عماد الدين زنكي إلى الشام في جيوشه وعساكره فملك في طريقه مدينة منبج وبزاعة ، وخرج أهل حلب إليه فالتقوه واستبشروا بقدومه ، ودخل البلد واستولى عليه ورتب أموره وأقطع أعماله الأجناد والأمراء ، فلما فرغ من الذي أراده قبض على ختلغ أبه وسلمه إلى ابن بديع فكحله بداره بحلب فمات ختلغ أبه ، واستوحش ابن بديع فهرب إلى قلعة جعبر واستجار بصاحبها فأجاره.
وجعل عماد الدين في رياسة حلب أبا الحسن علي بن عبد الرزاق ، ولو لا أن الله تعالى منّ على المسلمين بملك أتابك ببلاد الشام لملكها الفرنج ، لأنه كانوا يحصرون بعض البلاد الشامية ، وإذا علم ظهير الدين طغتكين [ صاحب دمشق ] بذلك جمع عساكره وقصد بلادهم وحصرها وأغار عليها فيضطر الفرنج إلى الرحيل لدفعه عن بلادهم ، فقدر الله تعالى أنه توفي هذه السنة فخلا لهم الشام من جميع جهاته من رجل يقوم بنصرة أهله فلطف الله بالمسلمين بولاية عماد الدين ففعل بالفرنج ما نذكره إن شاء الله تعالى اه.
زيادة بيان في استيلاء عماد الدين زنكي على حلب سنة ٥٢٢
ثم استيلائه على حماة سنة ٥٢٣ وتوليته حلب سنة ٥٢٤
لسوار بن إيتكين
قال ابن العديم : وكان أتابك عماد الدين زنكي بن قسيم الدولة آقسنقر قد ملك