قال في زبدة الحلب : ثم عزل الوليد بن هشام المعيطي وولي على قنسرين وعملها خال أبيه سليمان وهو الوليد بن القعقاع بن خليد العبسي ، وقيل إنه ولي عبد الملك بن القعقاع على قنسرين ، وإليهم ينسب خيار بني عبس وإليهم تنسب القعقاعية قرية من بلد الغايا ، ولما توفي هشام بن عبد الملك سنة خمس وعشرين كما تقدم وولي الخلافة بعده الوليد ابن يزيد بن عبد الملك وكان بينه وبين الوليد بن القعقاع وحشة هرب الوليد بن القعقاع وغيره من بني أبيه فعاذوا بقبر يزيد بن عبد الملك ، فولى الوليد على قنسرين يزيد بن عمر بن هبيرة وهو على قنسرين فعذبه وأهله فمات الوليد بن القعقاع في العذاب.
قال ابن جرير في حوادث سنة ١٢٦ : وكان هشام ( رواية زبدة الحلب يزيد أخوه ) استعمل الوليد بن القعقاع على قنسرين وعبد الملك بن القعقاع على حمص ، فضرب الوليد ابن القعقاع مائة سوط ، فلما قام الوليد [ أي تولى الخلافة ] هرب بنو القعقاع وعبد الملك ابن القعقاع ورجلان معهما من آل القعقاع. اه.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٠٢ : كان ابن هبيرة بينه وبين القعقاع بن خليد العبسي تحاسد وكان بينهما يوما كلام ، فقال له القعقاع : يا ابن اللخناء من قدّمك ؟ فقال : قدّمك أنت وأهلك أعجاز الغواني وقدمني صدور العوالي ، فسكت القعقاع ، يعني أن عبد الملك قدمهم لما تزّوج إليهم فإن أم الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان عبسية. اه.
قال في السالنامة : ثم ولي يزيد بن عمر بن هبيرة سنة ١٢٥ ، ثم ولي مسرور بن الوليد سنة ١٢٦ ، ثم ولي عبد الملك بن كوثر الغنوي سنة ١٢٧.
قدمنا أن الوليد بن يزيد ولى على قنسرين يزيد بن هبيرة ، وكانت وفاة الوليد سنة ١٢٦ وولي الخلافة بعده يزيد الملقب بالناقص ، ولم يمتع بالخلافة بل مات من عامه في سابع ذي الحجة ، وولى يزيد على قنسرين أخاه مسرورا وأخاه بشرا.
ولما مات يزيد قام بالأمر بعده إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ، فلم يتم له الأمر فكان يسلم عليه تارة بالخلافة وتارة بالإمارة وتارة لا يسلم عليه بواحدة منهما ، فمكث أربعة أشهر وقيل سبعين يوما ، ثم سار إليه مروان بن محمد فخلعه ، وكان مروان بن محمد أميرا على الجزيرة من طرف الوليد بن عبد الملك.