يده إليك فأعطه ، وكان مع ذلك طائش السيف ، قال القضاعي : يقال إنه أحصى من قتله ابن طولون صبرا ومن مات في حبسه فكان عددهم ثمانية عشر ألفا ، وكان يحفظ القرآن الكريم ، ورزق حسن الصوت ، وكان من أدرس الناس للقرآن ، وبنى الجامع المنسوب إليه الذي بين القاهرة ومصر ، شرع فيه سنة أربع وخمسين ومائتين ، وتوفي في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين وزرت قبره في تربة عتيقة بالقرب من الباب المجاور للقلعة على طريق المتوجه إلى القرافة الصغرى بسفح المقطم. اه.
أقول : وقد ألف أحمد بن يوسف كتابا مخصوصا في سيرته وأحواله ، ورأيت في الخطط للمقريزي كثيرا من أخباره وآثاره في الديار المصرية ، وهي تدل على تقدم مصر على عهد ولايته وتوسعها في الثروة والحضارة والعمران رحمهالله تعالى ، وبعد وفاته تولى مصر ابنه [ أبو الجيش خمارويه ].
ولاية محمد بن العباس بن سعيد الكلابي
سنة ٢٧١ من طرف خمارويه
قال في زبدة الحلب : لما ولي أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون مصر بعد وفاة أبيه ولى حلب أبا موسى محمد بن العباس بن سعيد الكلابي في سنة إحدى وسبعين ومائتين ، ونزل أبو الجيش من مصر إلى حلب وكاتب أبا أحمد الموفق بن المتوكل بأن يولى حلب ومصر وسائر البلاد التي في يده ويدعى له على منابرها ، فلم يجبه لذلك فاستوحش من الموفق وولى في حلب القائد أحمد بن دعباش وصعد إلى مصر.
ولاية أحمد بن دعباش سنة ٢٧١ من طرف خمارويه
قال ابن الأثير : فيها كانت وقعة بين إسحق بن كنداجيق وبين ابن دعباش ، وكان ابن دعباش بالرقة عاملا عليها وعلى الثغور والعواصم لابن طولون وابن كنداجيق على الموصل للخليفة.