عشرة وأربعمائة خرج الأمير صالح بن مرداس إلى معرة النعمان وأمر باعتقال أكابرها ، وسبب ذلك أن امرأة صاحت في الجامع وذكرت أن صاحب الماخور أراد أن يغصبها نفسها ، فنفر كل من في الجامع فهدموا الماخور وأخذوا خشبه ونهبوه ، فحضر أسد الدولة صالح المذكور واعتقلهم وصادرهم ، ثم استدعى أبا العلاء بظاهر المعرة ، ومما خاطبه به : مولانا السيد الأجل أسد الدولة ومقدمها وناصحها كالنهار الماتع اشتد هجيره وطاب إبراده وكالسيف القاطع لان صفحه وخشن حداه ، خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ، فقال : قد وهبتهم لك أيها الشيخ ، فقال أبو العلاء بعد ذلك :
بعثت شفيعا إلى صالح |
|
و ذاك من القوم ما قد فسد |
فيسمع مني سجع الحمام |
|
و أسمع منه زئير الأسد |
ذكر قتل صالح بن مرداس سنة ٤٢٠
قال ابن الأثير : أقام صالح بن مرداس بحلب ست سنين ، فلما كان سنة عشرين وأربعمائة جهز الظاهر صاحب مصر جيشا وسيرهم إلى الشام لقتال صالح وحسان ، وكان مقدم العسكر أنوشتكين الدزبري ، فاجتمع صالح وحسان على قتاله فاقتتلوا بالأقحوانة على الأردن عند طبرية ، فقتل صالح وولده الأصغر ونفذ رأسهما إلى مصر.
وساق ابن خلكان نسبه في ترجمته فقال : هو أسد الدولة أبو علي صالح بن مرداس ابن إدريس بن نصير بن حميد بن مدرك بن شداد بن عبيد بن قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الكلابي ، كان من عرب البادية وقصد مدينة حلب وبها مرتضي الدولة بن لؤلؤ ، ثم ساق طرفا مما قدمناه إلا أنه قال إنه تملك حلب سنة سبع عشرة وأربعمائة ، ويظهر أن ما ذكره ابن الأثير من أنه تملكها سنة ٤١٤ هو الأصح.