ابن قريش سنة ثلاث وستين ، وسار عطية إلى بلد الروم فمات بالقسطنطينية سنة خمس وستين ، وأرسل محمود التركمان مع أميرهم ابن خان إلى ارتاح فحصرها وأخذها من الروم سنة ستين ، وسار محمود إلى طرابلس فحصرها وأخذ من أهلها مالا وعاد ، وأرسله محمود في رسالة إلى السلطان ألب أرسلان.
سنة ٤٦٢ مجيء ملك الروم إلى منبج
قال ابن الأثير : في هذه السنة أقبل ملك الروم من القسطنطينية في عسكر كثيف إلى الشام ونزل على مدينة منبج ونهرها وقتل أهلها وهزم محمود بن صالح بن مرداس وبني كلاب وابن حسان الطائي ومن معهما من جموع العرب ، ثم إن ملك الروم ارتحل وعاد إلى بلاده ولم يمكنه المقام لشدة الجوع..
سنة ٤٦٣
قال ابن الأثير : في هذه السنة خطب محمود بن صالح بن مرداس بحلب لأمير المؤمنين القائم بأمر الله وللسلطان ألب أرسلان ، وسبب ذلك أنه رأى إقبال دولة السلطان وقوتها وانتشار دعوتها ، فجمع أهل حلب وقال : هذه دولة جديدة ومملكة شديدة ، ونحن تحت الخوف منهم وهم يستحلون دماءكم لأجل مذاهبكم ، والرأي أن نقيم الخطبة قبل أن يأتي وقت لا ينفعنا فيه قول ولا بذل ، فأجاب المشايخ ذلك ولبس المؤذنون السواد وخطبوا للقائم بأمر الله والسلطان ، فأخذت العامة حصر الجامع وقالوا : هذه حصر علي بن أبي طالب فليأت أبو بكر بحصر يصلي عليها الناس ، وأرسل الخليفة إلى محمود الخلع مع نقيب النقباء طراد بن محمد الزينبي فلبسها ، ومدحه ابن سنان الخفاجي وأبو الفتيان بن حيوس ، وقال أبو عبد الله بن عطية يمدح القائم بأمر الله ويذكر الخطبة بحلب ومكة والمدينة :
كم طائع لك لم تجلب عليه ولم |
|
تعرف لطاعته غير التقى سببا |
هذا البشير بإذعان الحجاز وذا |
|
داعي دمشق وذا المبعوث من حلبا |