سنة ٢٨١
قال ابن الأثير : فيها دخل طغج بن جف طرسوس لغزو الصائفة من قبل خمارويه فبلغ طرابزون وفتح بلودية في جمادى الآخرة.
سنة ٢٨٢
قال في زبدة الحلب : فيها قتل خمارويه بدمشق وحلب في ولاية طغج بن جف من قبله ، وأظن أن قاضي حلب بعد أيام ابن طولون حفص بن عمر قاضي حلب ، وولي مكان خمارويه جيش بن خمارويه وطغج في حلب على حاله وعزل القواد جيش ابن خمارويه وولوا أخاه هارون بن خمارويه ، وبقيت حلب في ولاية طغج بن جف ، وسير إلى المعتضد رسولا يطلب منه إجراءه على عادة أبيه في البلاد التي كانت في ولايته فلم يفعل ، وسير رسولا إلى هارون فاستنزله عن حلب وقنسرين والعواصم ، وتسلم هارون مصر وبقية الشام واتفق الصلح مع المعتضد وهارون على ذلك في جمادى الأولى في سنة ست وثمانين ، وكان هارون قد ولى قضاء حلب وقنسرين أبا زرعة محمد بن عثمان الدمشقي فعزله المعتضد.
ترجمة طغج بن جف الفرغاني الأصل :
قال ابن خلكان في ترجمة محمد بن طغج : كان المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد جلبوا إليه من فرغانة جماعة كثيرة ، فوصفوا له جف وغيره بالشجاعة والتقدم في الحروب ، فوجه المعتصم من أحضرهم ، فلما وصلوا إليه بالغ في إكرامهم وأقطعهم قطائع بسر من رأى ، قطائع جف إلى الآن معروفة هناك ، ولم يزل مقيما بها وجاءته الأولاد ، وتوفي جف ببغداد سنة سبع وأربعين ، فخرج أولاده إلى البلاد يتصرفون ويطلبون لهم معايش ، فاتصل طغج بن جف بلؤلؤ غلام بن طولون وهو إذا ذاك مقيم بديار مصر فاستخدمه على ديار مصر ، ثم انحاز طغج إلى جملة أصحاب إسحق بن كنداج فلم يزل معه إلى أن مات أحمد ابن طولون وجرى الصلح بين ولده أبي الجيش خمارويه المقدم ذكره وبين إسحق بن كنداج ، ونظر أبو الجيش إلى طغج بن جف في جملة أصحاب إسحق فأعجب به وأخذه من إسحق وقدمه على جميع من معه وقلده دمشق وطبرية ، ولم يزل معه إلى أن قتل أبو الجيش في تاريخه