و فتحت أنطاكية الروم التي |
|
نشرت معاقلها على الإسكندر |
وطئت مناكبها جيادك فانثنت |
|
تلقي أجنتها بنات الأصفر |
سنة ٤٧٨
ذكر الحرب بين سليمان بن قتلمش وبين شرف الدولة وقتل هذا
قال ابن الأثير : لما ملك سليمان بن قتلمش مدينة أنطاكية أرسل إليه شرف الدولة مسلم بن قريش يطلب منه ما كان يحمله إليه الفردوس من المال ويخوفه معصية السلطان ، فأجابه : أما طاعة السلطان فهو شعاري ودثاري والخطبة له والسكة في بلادي ، وقد كاتبته بما فتح الله على يدي بسعادته من هذا البلد وأعمال الكفار ، وأما المال الذي كان يحمله صاحب أنطاكية قبلي فهو كان كافرا وكان يحمل جزية رأسه وأصحابه ، وأنا بحمد الله مؤمن ولا أحمل شيئا ، فنهب شرف الدولة بلد أنطاكية ونهب سليمان أيضا بلد حلب ، فلقيه أهل السواد يشكون إليه نهب عسكره فقال : أنا كنت أشد كراهية لما يجري ، ولكن صاحبكم أحوجني إلى ما فعلت ، ولم تجر عادتي بنهب مال مسلم ولا أخذ ما حرمته الشريعة ، وأمر أصحابه بإعادة ما أخذوه منهم فأعاده. ثم إن شرف الدولة جمع الجموع من العرب والتركمان ، وكان ممن معه جبق أمير التركمان في أصحابه وسار إلى أنطاكية ليحصرها ، فلما سمع سليمان الخبر جمع عساكره وسار إليه فالتقيا في الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة في طرف من أعمال أنطاكية واقتتلوا ، فمال تركمان جبق إلى سليمان فاختل مصاف مسلم بن قريش فانهزمت العرب ، وتبعهم شرف الدولة منهزما فقتل بعد أن صبر ، وقتل بين يديه أربعمائة غلام من أحداث حلب ، وكان قتله يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة ثمان وسبعين.
قال في الزبد والضرب : في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وصل شرف الدولة إلى أعزاز وأشير عليه بالنزول على حلب ، فنزل على نهر عفرين ، ووصل سليمان بن قطلمش وهو من