ولاية جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك سنة ١٨٠
وعيسى بن العكي في هذه السنة
قال ابن جرير في حوادث هذه السنة : ومما كان فيها من ذلك العصبية التي هاجت بالشام بين أهلها ، ولما حدثت وتفاقم أمرها اغتم بذلك من أمرهم الرشيد فعقد لجعفر بن يحيى على الشام وقال له : إما أن تخرج أنت أو أخرج أنا ، فقال له جعفر : بل أقيك بنفسي ، فشخص في جملة القواد والكراع والسلاح وجعل على شرطه العباس بن محمد بن المسبب بن زهير وعلى حرسه شبيب بن حميد بن قحطبة فأتاهم وأصلح بينهم وقتل زواقيلهم والمتلصصة منهم ولم يدع بها رمحا ولا فرسا ، فعادوا إلى الأمن والطمأنينة وإطفاء تلك الثائرة ، واستخلف على الشام عيسى بن العكي وانصرف فازداد الرشيد له إكراما.
وفيها شخص الرشيد من مدينة السلام مريدا الرقة على طريق الموصل ، ولما وصل الموصل هدم سورها بسبب الخوارج الذين خرجوا منها ثم مضى إلى الرقة فنزلها واتخذها وطنا. اه.
قال في القاموس في مادة ( السلم ) : وقصر السلام للرشيد بالرقة.
ترجمة جعفر بن يحيى البرمكي :
للبرامكة أخبار كثيرة في كتب التاريخ والأدب ، وجعفر هذا نابغة آلهم وواسطة عقدهم ، وله في تاريخ ابن خلكان ترجمة حافلة واسعة نقتطف اليسير منها هنا ونذكر بعضها في ترجمة عبد الملك بن صالح بن علي الآتية قريبا ، ومن أحب الوقوف عليها بتمامها فليرجع إليها في هذا التاريخ ، قال :
هو أبو الفضل جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بن جامان بن يستاشف البرمكي وزير هارون الرشيد بحالة انفرد بها ولم يشارك فيها ، وكان سمح الأخلاق طلق الوجه ظاهر البشر. أما جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه فكان أشهر من أن يذكر ، وكان من ذوي