ولا ريب أن من وفقه الله إلى ذلك سيكون سعيه مشكورا وعمله مبرورا ، ويكون قد قدم لوطنه خدمة جلى تخلد له ذكرا حسنا وأثرا جميلا.
وسيكون ذلك إذا توفر في الشهباء العلماء وانتشرت العلوم بين طبقات أبنائها ، وحينئذ تصح العزيمة لرجال منها فينهضون إلى إحياء آثار أسلافهم ومفاخر آبائهم ورد بضاعتهم إليهم ، ويرون عارا كبيرا عليهم أن تبقى تلك الآثار في الديار الغربية يتمتع غيرهم بها ويستجلون محاسنها وهم بعيدون عنها محرومون منها وهم أحق بها وأهلها.
(٢٠) طرائف النديم في تاريخ حلب القديم
ولطائف الحديث في تاريخ حلب الحديث
من التواريخ الخاصة بحلب تاريخ صديقنا الشاعر الأديب ميخائيل أفندي أنطون الصقال المالطي مولدا الحلبي وطنا ، قسمه إلى قسمين قسم تكلم فيه عن سكان سوريا قبل الطوفان وبعده إلى زمن المسيح عليهالسلام وأسهب في المقال عن حوادث سوريا في تلك العصور وسماه ( طرائف النديم في تاريخ حلب القديم ) ، وهو في ثلاثة أجزاء تبلغ ٦٠٠ صحيفة ، والقسم الثاني ابتدأ فيه من القرن الأول للمسيح عليهالسلام وفي عزمه أن يصل فيه إلى زمننا هذا ، وسمى هذا القسم ( لطائف الحديث في تاريخ حلب الحديث ) ولما وصل إلى الفتح الإسلامي تكلم عن تاريخ العرب وأصلهم ومواقع بلادهم ، ثم تكلم عن صاحب الرسالة صلىاللهعليهوسلم ثم عن الخلفاء الراشدين ثم عن الدولة الأموية ثم عن العباسية والطولونية ومن أتى بعدهم ومن تولى حلب من الملوك والأمراء وذكر الحوادث التي حصلت في زمنهم لكن بصورة مختصرة ، وفي خلال الكلام على الحوادث ذكر ما وقف عليه من أعيان المسيحيين في حلب من القرن الأول إلى القرن العاشر للمسيح ، ومن القرن العاشر أخذ يذكر أعيان المسلمين والمسيحيين ، وفي هذه السنة ١٣٤٢ ه ١٩٢٣ م وصل فيه إلى سنة ١٨٠٠ م ، وهو آخذ في إكماله إلى عصرنا هذا.
الفصل الثاني في بيان التواريخ العامة :
أما وقد أنهينا الكلام على التواريخ الخاصة بالشهباء فلنشرع في الكلام على ما ألفه