وتسعين وثلثمائة استقر بأمر حلب هو وولده مرتضي الدولة أبو منصور ، إلى أن توفي لؤلؤ المذكور بحلب سلخ ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلثمائة ودفن بمسجده المعروف بمسجد لؤلؤ المذكور بالقرب من حمام أوران فيما بين بابي اليهود [ باب النصر الآن ] والجنان ، وكان للؤلؤ المذكور سرب من القصر لباب الجنان إلى مسجده هذا المذكور وكان يدخل منه إلى المسجد للصلاة.
ولاية مرتضي الدولة أبو نصر منصور بن لؤلؤ
من سنة ٣٩٩ إلى سنة ٤٠٦
قال في المختار من الكواكب المضية : ولما توفي لؤلؤ ملك بعده حلب ابنه مرتضي الدولة.
قال في الزبد والضرب : كان مرتضي الدولة ظالما بغضه الحلبيون وهجوه هجوا كثيرا ، ومما قيل فيه :
لم تلقب وإنما قيل فالا |
|
مرتضي الدولة التي أنت فيها |
ذكر ابتداء حال صالح بن مرداس الكلابي
قال ابن الأثير في حوادث هذه السنة ما ملخصه : أنه كان بالرحبة رجل من أهلها يعرف بابن محكان ، فملك البلد واحتاج إلى من يجعله ظهره ويستعين به على من يطمع فيه ، فكاتب صالح بن مرداس الكلابي فقدم إليه وأقام عنده مدة ، ثم إن صالحا تغير عن ذلك فسار إلى ابن محكان وقاتله على البلد وقطع الأشجار ، ثم تصالحها ودخل صالح البلد ، إلا أنه كان أكثر مقامه بالحلة. ثم إن ابن محكان راسل أهل عانة فأطاعوه ونقل أهله وماله إليهم وأخذ رهائنهم ، ثم خرجوا عن طاعته وأخذوا ماله واستعادوا رهائنهم وردوا أولاده ، فاجتمع ابن محكان وصالح على قصد عانة فسار إليها فوضع صالح على ابن محكان