سنة ٥٠٧
وصول مودود إلى الشام واتفاقه مع طغتكين ووفاة الملك رضوان
وولاية ابنه آلب أرسلان وذكر نبذة من معتقدات الباطنية
قال ابن العديم : وفي هذه السنة وصل مودود إلى الشام واتفق مع طغتكين على الجهاد وطلب النجدة من الملك رضوان ، فتأخرت إلى أن اتفق للمسلمين وقعة استظهروا فيها على الفرنج ، ووصل عقيبها نجدة للمسلمين من رضوان دون مائة فارس ، وخالف فيما كان قرره ووعد به ، فأنكر أتابك ذلك وتقدم بإبطال الدعوة والسكة باسم رضوان من دمشق في أول ربيع الأول من سنة سبع وخمسمائة ، وكان رضوان يحب المال ولا تسمح نفسه بإخراجه حتى كان أمراؤه وكتابه ينبزونه بأبي حبة ، وهو الذي أفسد أحواله وأضعف أمره ، ومرض رضوان بحلب مرضا حادا وتوفي في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وخمسمائة ودفن بمشهد الملك ، واضطرب أمر حلب لوفاته وتأسف أصحابه لفقده ، وقيل إنه خلف في خزانته من العين والآلات والعروض والأواني ما يبلغ مقداره ستمائة ألف دينار.
وفي المختار من الكواكب المضية : كان رضوان سيء السيرة ظالما ليس في قلبه رحمة ولا شفقة على المسلمين وقتل أخويه أبا طالب وبهرام. وقال الذهبي : كان رضوان يستعين بالباطنية لقلة دينه وعمل لهم دار دعوة.
وقال ابن خلكان في ترجمة تتش أبي الملك رضوان : وأولاد رضوان المقيمون بظاهر حلب هم أولاد رضوان المذكور.
نبذة من معتقدات الباطنية
قال الشهرستاني في الملل والنحل : الباطنية قوم يخالفون اثنتين وسبعين فرقة. وقال بعد ذلك في الكلام على الإسماعيلية : هم المثبتون لإمامة إسماعيل بن جعفر ، وأشهر ألقابهم الباطنية ، وإنما لزمهم هذا اللقب لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل