تأويلا ، ولهم أي [ الإسماعيلية ] ألقاب كثيرة سوى هذه على لسان قوم ، فبالعراق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية ، وبخراسان التعليمية والملحدة. قال المقريزي في الخطط (١) في الكلام على عقيدة الإمام الأشعري رضياللهعنه : والحق الذي لا ريب فيه أن دين الله تعالى ظاهر لا باطن فيه وجوهر لا سر تحته ، وهو كله لازم كل أحد لا مسامحة فيه ، ولم يكتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الشريعة ولا كلمة ، ولا اطلع أخص الناس به من زوجة أو ولد عم على شيء كتمه عن الأحمر والأسود ورعاة الغنم ، ولا كان عنده صلىاللهعليهوسلم سر ولا رمز ولا باطن غير ما دعا الناس كلهم إليه ، ولو كتم شيئا لما بلغ كما أمر ، ومن قال هذا فهو كافر بإجماع الأمة ، وأصل كل بدعة في الدين البعد عن كلام السلف والانحراف عن اعتقاد الصدر الأول.
قال ابن الأثير : ولما مات رضوان قام بحلب بعده ابنه آلب أرسلان الأخرس وعمره ست عشرة سنة ، واستولى على الأمور لؤلؤ الخادم ، ولم يكن للأخرس معه إلا اسم السلطنة ومعناه اللؤلؤ ، ولم يكن آلب أرسلان أخرس وإنما في لسانه حبسة وتمتمة ، وأمه بنت باغيسيان الذي كان صاحب أنطاكية ، وقتل الأخرس أخوين له أحدهما اسمه ملكشاه وهو من أبيه وأمه واسم الآخر مبارك شاه وهو من أبيه ، وكان أبوه فعل مثله ، فلما توفي قتل ولداه مكافأة لما اعتمده مع أخويه ، وكان الباطنية قد كثروا بحلب في أيامه حتى خافهم ابن بديع رئيسها وأعيان أهلها ، فلما توفي قال ابن بديع لآلب أرسلان في قتلهم والإيقاع بهم ، فأمره بذلك فقبض على مقدمهم أبي طاهر الصائغ وعلى جميع أصحابه فقتل أبا طاهر وجماعة من أعيانهم وأخذ أموال الباقين وأطلقهم ، فمنهم من قصد الفرنج وتفرقوا في البلاد اه.
وقال ابن العديم : كان آلب أرسلان متهورا قليل العقل ، ووضع عن أهل حلب ما كان والده جدده عليهم من الرسوم والمكوس وقبض على أخويه ملكشاه ومبارك وكان مبارك من جارية وملكشاه من أمة فقتلهما ، وكذلك فعل أبوه رضوان بأخويه ، فانظر إلى هذه المقابلة العجيبة ، وقبض جماعة من خواص والده فقتل بعضهم وأخذ أموال الآخرين. وكان المتولي لتدبير أموره خادما لأبيه يقال له لؤلؤاليايا وهو الذي أنشأ خانكاه البلاط بحلب ،
__________________
(١) في الجزء الرابع في صحيفة ١٩١.