وقال الملا في مختصر الذهبي : يقال إن الرشيد إنما حبسه لما رآه نظيرا له في أشياء من النبل والفصاحة.
ولاية خزيمة بن خازم سنة ١٩٧ مرة ثانية
قال في زبدة الحلب : ثم ولي بعد عبد الملك خزيمة بن حازم حلب وقنسرين في سنة سبع وتسعين وماية. وقيل إن الوليد بن طريف ولي حلب وقنسرين بعد عبد الملك بن صالح وبعده ورقا عبد الملك ثم بعده يزيد بن مزيد.
أقول : أما تولية خزيمة بن حازم فممكنة لأنه كان حيا في هذه السنة ١٨٥ كما ذكره ابن خلكان في ترجمتهما. أما ورقا عبد الملك فلم أقف له على ذكر في غير زبدة الحلب. وترجمة خزيمة قد تقدمت.
ولاية طاهر بن الحسين سنة ١٩٨
قال ابن الأثير في حوادثها : في هذه السنة أظهر نصر بن سيار بن شبث العقيلي الخلاف على المأمون ، وكان نصر من بني عقيل يسكن كيسوم ناحية شمالي حلب وكان في عنقه بيعة للأمين وله فيه هوى ، فلما قتل الأمين أظهر نصر الغضب لذلك وتغلب على ما جاوره من البلاد وملك سميساط واجتمع عليه خلق كثير من الأعراب وأهل الطمع وقويت نفسه وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي وحدثته نفسه بالتغلب عليه ، فلما رأى الناس ذلك منه كثرت جموعه وزادت عما كانت. وقال ابن جرير في حوادثها : وكتب المأمون إلى طاهر بن الحسين وهو مقيم ببغداد بتسليم جميع ما بيده من الأعمال في البلدان كلها إلى خلفاء الحسن بن سهل وأن يشخص عن ذلك كلها إلى الرقة ، وجعل إليه حرب نصر بن شبث وولاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب. قال ابن الأثير : فسار طاهر إلى قتال نصر وأرسل إليه يدعوه إلى الطاعة وترك الخلاف فلم يجبه إلى ذلك ، فتقدم إليه طاهر والتقوا بنواحي كيسوم واقتتلوا قتالا شديدا أبلى فيه نصر بلاء عظيما وكان الظفر له ، وعاد طاهر شبه المهزوم إلى الرقة ، وكان قصارى أمر طاهر حفظ تلك النواحي اه.