فأمر الرشيد بطلب الجارية فأحضرت وزينت وأجلست على سرير في مضربه الذي كان نازلا فيه وسلمت الجارية والمضرب بما فيه من الآنية والمتاع إلى رسول نقفور وبعث إليه بما سأل من العطر وبعث إليه من التمور والأخبصة والزبيب والترياق ، فسلم ذلك كله إليه رسول الرشيد فأعطاه نقفور وقر دراهم إسلامية على برذون كميت كان مبلغه خمسين ألف درهم ومائة ثوب ديباج ومائتي ثوب بزبون واثني عشر بازيا وأربعة كلاب من كلاب الصيد وثلاثة براذين ، وكان نقفور اشترط ألا يخرب ذا الكلاع ولا صله ولا حصن سنان ، واشترط الرشيد عليه ألا يعمر هرقلة وعلى أن يحمل نقفور ثلثماية ألف دينار. اه.
سنة ١٩١
قال ابن الأثير : فيها استعمل الرشيد على الصائفة هرثمة بن أعين قبل أن يوليه خراسان وضم إليه ثلاثين ألفا من أهل خراسان ، ورتب الرشيد بدرب الحدث عبد الله بن مالك وبمرعش سعيد بن مسلم بن قتيبة ، فأغارت الروم عليها فأصابوا من المسلمين وانصرفوا ولم يتحرك سعيد من موضعه ، وبعث محمد بن يزيد بن مزيد إلى طرسوس ، وأقام الرشيد بدرب الحدث ثلاثة أيام من رمضان وعاد إلى الرقة ، وأمر الرشيد بهدم الكنائس بالثغور وأخذ أهل الذمة بمخالفة المسلمين في لباسهم وركوبهم ، وأمر هرثمة ببناء طرسوس وتمصيرها ، ففعل ، وتولى ذلك فرخ الخادم بأمر الرشيد وسير إليها جندا من أهل خراسان ثلاثة آلاف ، ثم أشخص إليهم ألفا من أهل المصيصة وألفا من أهل أنطاكية ، وتم بناؤها سنة اثنتين وتسعين ومائة وبنى مسجدها. اه.
ولاية القاسم بن الرشيد وخزيمة بن خازم سنة ١٢٩
قال ابن الأثير : فيها سار الرشيد من الرقة إلى بغداد يريد خراسان لحرب رافع بن الليث ، وكان مريضا ، واستخلف على الرقة ابنه القاسم وضم إليه خزيمة بن خازم.
سنة ١٩٣
قال ابن جرير : في هذه السنة مات هارون الرشيد في مدينة طوس ودفن في بستان