يده وقال له : أين أهلك ؟ فقال : في المرج على فرسخ ، فاستدعى جماعة من غلمانه وأمرهم أن يسرعوا إلى الحلة ويقبضوا على بكجور ويحملوه ، فتوجهوا وهو قابض على يد البدوي والبدوي يستغيث ، فقدم لؤلؤ إلى سعد الدولة وقال : يا مولانا ، لا تنكر عليّ فعلي فإنه مني عن استظهار في خدمتك ، فلو عاد هذا البدوي إلى بيته لم نأمن أن يبذل له بكجور مالا جما فيقبل منه وتطلب منه بعد ذلك أثرا بعد عين ، والذي طلبه البدوي مبذول وما ضر الاحتياط ، فقال له سعد الدولة : أحسنت يا أبا محمد لله درك ، ولم يمض ساعات حتى أحضر بكجور ، فشاور سعد الدولة لؤلؤا في أمره فأشار عليه بقتله خوفا من أن تسأل أخت سعد الدولة فيه فيفرج عنه ، فأمر عند ذلك بضرب عنقه.
فسار سعد الدولة إلى الرقة فنزل عليها وفيها سلامة الرشيقي وأبو الحسن المغربي وأولاد بكجور وحرمه وأمواله ونعمه ، فأرسل إلى سلامة يلتمس منه تسليم البلد ، فأجابه بأني عبدك وعبد عبدك ، إلا أن لبكجور عليّ عهودا ومواثيق لا مخلص لي عند الله منها إلا بأحد أمرين : إما أنك تذم لأولاده على نفوسهم وحرمهم وتقتصر فيما تأخذه منهم على آلات الحرب وعددها وتحلف لهم على الوفاء به ، وإما بأن أبلي عذرا عند الله تعالى فيما أخذ عليّ من عهد وعقد معي من عقد ، فأجابه سعد الدولة إلى ما اشترطه من الذمام وحلف له بيمين مستوفاة الأقسام ، ودخل فيها الأمان لأبي الحسن المغربي بعد أن كان قد هدر دمه ، إلا أنه أمنه على أن يقيم في بلاده ، فهرب إلى الكوفة وأقام بمشهد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام.
ذكر ما جرى عليه أمر سلامة الرشيقي وأولاد بكجور
في خروجهم من الرقة وغدر سعد الدولة
لما توثق سلامة لنفسه ولأولاد بكجور سلم حصن الرافقة وخرجوا منها ومعهم من الأموال والزينة ما كثر في عين سعد الدولة ، فإنه كان يشاهدهم من وراء سرادقه وبين يديه ابن أبي الحصين القاضي ، وقال له : ما ظننت أن حال بكجور انتهت إلى ما أراه من هذه الأثقال والأموال ، فقال له ابن أبي الحصين : إن بكجور وأولاده مماليك ، وكل ما ملكه