لكثرة السهام ، فصانع عنها بقلعة جعبر وسلمها وسلم إليه السلطان قلعة جعبر فبقيت بيده وبيد أولاده إلى أن أخذها منهم نور الدين محمود بن زنكي على ما نذكره إن شاء الله تعالى ، وأرسل إليه الأمير نصر بن علي بن منقذ الكناني صاحب شيزر فدخل في طاعته وسلم إليه لاذقية وكفر طاب وأفامية ، فأجابه إلى المسالمة وترك قصده وأقر عليه شيزر.
ولما ملك السلطان حلب سلمها إلى قسيم الدولة آقسنقر فعمرها وأحسن السيرة فيها ، وأما ابن الحبيبي فإنه كان واثقا بإحسان السلطان ونظام الملك إليه فإنه استدعاهما ، فلما ملك السلطان البلد طلب أهله يعفيهم من ابن الحبيبي فأجابهم إلى ذلك واستصحبه معه وأرسل إلى ديار بكر فافتقر وتوفي بها على حال شديدة من الفقر ، وقتل ولده بأنطاكية قتله الفرنج لما ملكوها ، وعاد السلطان إلى بغداد فدخلها في ذي الحجة.
سنة ٤٨١
فيها جمع آقسنقر صاحب حلب عسكره وسار إلى قلعة شيزر فحصرها وصاحبها ابن منقذ وضيق عليها ونهب ربضها ، ثم صالحه صاحبها وعاد إلى ( حلب ). اه. ابن الأثير.
سنة ٤٨٢
عمارة منارة الجامع الأعظم
في هذه السنة أسست منارة جامع حلب وعمرت على يد القاضي أبي الحسن محمد ابن يحيى بن الخشاب عوض منارة كانت قبلها ، وكان لحلب معبد للنار قديم العمارة وقد تحول إلى أن صار أتون حمام ، فاضطر القاضي لأخذ حجارته لعمارة هذه المنارة ، فوشى به بعض حساده لأمير البلد قسيم الدولة وأغضبه عليه ، فاستحضره وقال له : قد هدمت معبدا هو لي وملكي ، فقال : أيها الأمير هذا معبد للنار وقد صار أتونا وقد أخذت حجارته وعمرت بها معبدا للإسلام يذكر عليه اسم الله وحده لا شريك له وكتبت اسمك عليه وجعلت الثواب لك فإن رسمت لي أن أغرم ثمن الأحجار ويكون الثواب لي فعلت ، فأعجب الأمير