شديدا وندم على ما كان منه وأمر أن لا يحجب عنه الناس لتعزية ، فدخل فيمن دخل أعرابي فقال :
اصبر نكن لك تابعين فإنما |
|
صبر الجميع بحسن صبر الراس |
خير من العباس أجرك بعده |
|
و الله خير منك للعباس |
ترجمة إسحاق بن إبراهيم بن مصعب :
قال في مختصر الذهبي : إسحق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي الأمير ابن عم طاهر ابن الحسين الأمير ، وكان يعرف بصاحب الجسر ، ولي إمرة بغداد مدة طويلة أكثر من ثلاثين سنة وعلى يده امتحن العلماء بأمر المأمون وأكرهوا على القول بخلق القرآن ، وكان خبيرا صارما سائسا حازما وافر العقل جوادا ممدحا له مشاركة في العلم ، حكى المسعودي قال : حدث عنه موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم يقول له في النوم : أطلق القاتل ، فارتاع وأمر بإحضار السندي وعباس ، فسألهما : هل عندكما من قتل ؟ فقال عباس : نعم ، وأحضر رجلا فقال : إن صدقتني أطلقتك ، فابتدأ يحدثه بخبره فذكر أنه هو وجماعة كانوا يفعلون فلما كان أمس جاءتهم عجوز تختلف إليهم للفساد فجاءتهم بصبية بارعة بالجمال ، فلما توسطت الدار صرخت صرخة وغشي عليها فبادرت إليها وأدخلتها بيتا وسكنت روعها فقالت : الله الله فيّ يا فتيان خدعتني هذه وأخذتني بزعمها إلى عرس وهجمت بي عليكم وجدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمي فاطمة فاحفظوهما فيّ ، فخرجت إلى أصحابي فعرفتهم فقالوا : بل قضيت أربك ، فبادروا إليها فحلت بينهم وبينها إلى أن تفاقم الأمر ونالتني جراح ، فعمدت إلى أشدهم في أمرها فقتلته وأخرجتها فقالت : سترك الله كما سترتني ، فدخل الجيران وأخذت فأطلقه إسحق ، توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين. اه.
سنة ٢١٥
قال ابن الأثير : في هذه السنة سار المأمون إلى الروم في المحرم ، وكان سيره عن طريق الموصل حتى صار إلى منبج ثم إلى دابق ثم إلى أنطاكية ثم إلى المصيصة وطرسوس