مصر إلى شبل الدولة ومقدمهم رجل يقال له الدزبري بكسر الدال وسكون الزاي المعجمة وباء موحدة و راء مهملة ، وهو أنوشتكين ، وكان يلقب الدزبري ، نقلت ذلك من تاريخ ابن خلكان ، فاقتتلوا مع شبل الدولة عند حماة في شعبان سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، فقتل شبل الدولة وملك الدزبري حلب في رمضان من السنة المذكورة وملك الشام جميعه وعظم شأن الدزبري وكثر ماله.
ذكر الخطبة العباسية بحران والرقة
قال ابن الأثير : في هذه السنة خطب شبيب بن وثاب النميري صاحب حران والرقة للإمام القائم بأمر الله وقطع خطبة المستنصر بالله العلوي ، وكان سببها أن نصر الدولة بن مروان كان قد بلغه عن الدزبري نائب العلويين بالشام أنه يتهدده ويريد قصد بلاده ، فراسل قرواشا صاحب الموصل وطلب منه عسكرا ، وأرسل شبيبا النميري يدعوه إلى الموافقة ويحذره من المغاربة ، فأجابه إلى ذلك وقطع الخطبة العلوية وأقام الخطبة العباسية ، فأرسل إليه الدزبري يتهدده ، ثم أعاد الخطبة العلوية بحران في ذي الحجة من السنة.
سنة ٤٣١
قال ابن الأثير : في هذه السنة توفي شبيب بن وثاب النميري صاحب الرقة وسروج وحران.
سنة ٤٣٢ ذكر الحرب بين الدزبري والروم
قال ابن الأثير : في هذه السنة كانت وقعة بين عسكر المصريين وبين الروم سيره الدزبري فظفر المسلمون ، وكان سبب ذلك أن ملك الروم قد هادنه المستنصر بالله العلوي صاحب مصر ، فلما كان الآن شرع يراسل ابن صالح بن مرداس ويستميله وراسل قبله صالح ليتقوى به على الدزبري خوفا أن يأخذ منه الرقة ، ونكؤوا فيهم وأزالوهم عن بلادهم ،