أثر مثل معز الدولة المرداسي وغيره ، كان يقول لخير بك كافل حلب في آخر الدولة المذكورة : أنا ملك القضاة كما أنك ملك الأمراء. مات مقتولا سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة ودفن بمقبرة جده داخل جامع السفاحية الذي أنشأه جده الأدنى بحلب ، وكانت وفاة معز الدولة سنة أربع وخمسين وأربعمائة ودفن في مقام إبراهيم الفوقاني بالقلعة داخل الباب الغربي وعمل عليه ضريح ، ثم قلع وبلط عليه ، وذلك بعد أن استدعى أخاه عطية ابن صالح بن مرداس وأوصى له بحلب ، وكان وزيره أبا الحسين علي بن يوسف بن أبي الثريا الذي داره الآن مدرسة ابن أبي عصرون بحلب اه.
ولاية عطية بن صالح سنة ٤٥٤
قال ابن الأثير : لما توفي ثمال بن صالح ملك حلب أخوه عطية بن صالح ، ونزل به قوم من التركمان مع ابن خان التركماني فقوي بهم ، فأشار أصحابه بقتلهم فأمر أهل البلد بذلك فقتلوا منهم جماعة ونجا الباقون.
ولاية محمود بن نصر بن صالح سنة ٤٥٤
قال ابن الأثير : إن الناجين من التركمان قصدوا محمودا بحران ( وقد قدمنا ذكر توجهه إليها ) واجتمعوا معه على حصار حلب ، فحصرها وملكها (١) في رمضان سنة أربع وخمسين ، وقصد عمه عطية الرقة فملكها ولم يزل بها حتى أخذها منه شرف الدولة مسلم
__________________
(١) قال في معجم البلدان في الكلام على ( أسفونا ) : ذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه أن محمود بن نصر رهن ولده نصرا عند صاحب أنطاكية على أربعة عشر ألف دينار وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية ، فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتا وشبل بن جامع وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالها ختى خرباه اه. وقال قبل ذلك : أسفونا بالفتح ثم السكون اسم حصن كان قرب معرة النعمان افتتحه محمود بن نصر فقال أبو يعلى عبد الباقي بن أبي حصين يمدحه ويذكره :
عداتك منك في وجل وخوف |
|
يريدون المعاقل أن تصونا |
فظلوا حول أسفونا كقوم |
|
أتى فيهم فظلوا آسفينا |