وابنه وداود بن علي ، وأسر كاتب سيف الدولة الفياضي وأبو نصرالي [ هكذا ] بن حسين ابن حمدان ، وكان عسكر الروم ثمانين ألف فارس والسواد فلا يحصى.
ثم تقدم من الغد منتصر حاجب الدمستق إلى السور فقال : أخرجوا إلينا شيخين تعتمدون عليهما ، فخرج شيخان إلى الدمستق فقربهما وقال : إني أحببت أن أحقن دماءكم فتخيروا إما أن تشتروا البلد أو تخرجوا عنه بأهلكم ، وإنما كان ذلك حيلة منه ، فاستأذناه في مشاورة الناس ، فلما كان من الغد أتى الحاجب فقال : ليخرج إلينا عشرة منكم لنعرف ما عمل عليه أهل البلد ، وكان رأي أهل البلد على الخروج بالأمان ، فخرج العشرة وطلبوا الأمان وتدخل الروم ، فقال الدمستق : صح ما بلغني عنكم ، قالوا : وما هو ؟ قال : بلغني أنكم قد أقمتم مقاتلتكم في الأزقة مختفين ، فإذا خرج الحرم والصبيان ودخل أصحابي للنهب اغتالوهم ، فقالوا : ليس في البلد من يقاتل ، قال : فاحلفوا فحلفوا له ، وإنما أراد أن يعرف صورة البلد ، فحينئذ تقدم بجيوشه إلى قبالة السور ولجأ الناس إلى القلعة ونصبت سلالم على باب أربعين وعند باب اليهود ، وصعدوا فلم يروا مقاتلة ، فنزلوا البلد ووضعوا السيف وفتحوا الأبواب وقضي الأمر وعم القتل والسبي والحريق طول النهار ومن الغد ، وبقي السيف يعمل بها ستة أيام إلى يوم الأحد لثلاث بقين من ذي القعدة ، فزحف ابن الدمستق وابن الشمقيق على القتلة ، ودام القتال إلى الظهر ، فقتل ابن الشمقيق من عظمائهم ونحو مائة وخمسين من الروم ، وانصرف الدمستق إلى مخيمه ، ونودي من كان معه أسير فليقتله ، فقتلوا خلقا كثيرا ، ثم عاد إلى القلعة فإذا طلائع قد أقبلت نحو قنسرين وكانت نجدة لهم ، فتوهم الدمستق أنها نجدة لسيف الدولة فترحل خائفا. اه.
وفيها أيضا فتح الروم حصن دلوك وثلاثة حصون مجاورة له بالسيف.
وفيها في جمادى الآخرة أعاد سيف الدولة بناء عين زربة وسير حاجبه في جيش مع أهل طرسوس إلى بلاد الروم ، فغنموا وقتلوا وسبوا وعادوا ، فقصد الروم حصن سيسية فملكوه.
وفيها سار نجا غلام سيف الدولة في جيش إلى حصن زياد ، فلقيه جمع من الروم فهزمهم ، واستأمن إليه من الروم خمسمائة رجل.