( إسكندرونة ) وطرسوس معه لئلا يسير المسلمون في عمارة ما بين أنطاكية وبلاد الروم وشعث الحصون فكان المسلمون لا يجدون بها أحدا وربما كمن الروم عندها فأصابوا غرة المتخلفين فاحتاط المسلمون لذلك. اه.
وفي ابن جرير : لما خرج هرقل من الرها واستتبع أهلها قالوا : نحن ههنا خير منا معك ، وأبوا أن يتبعوه وتفرقوا عنه وعن المسلمين.
ولحقه رجل من الروم كان أسيرا في أيدي المسلمين فأفلت فقال : أخبرني عن هؤلاء القوم فقال : أحدثك كأنك تنظر إليهم ، فرسان بالنهار ورهبان بالليل ما يأكلون في ذمتهم إلا بثمن. ولا يدخلون إلا بسلام ، يقفون على ما حاربهم حتى يأتوا عليه فقال : لئن كنت صدقتني ليرثنّ ما تحت قدميّ هاتين.
ذكر فتح حلب وأنطاكية وغيرهما من العواصم
قال ابن الأثير : لما فرغ أبو عبيدة من قنسرين سار إلى حلب فبلغه أن أهل قنسرين نقضوا أو غدروا ، فوجه إليهم السمط بن الأسود الكندي فحصرهم وفتحها وأصاب فيها بقرا وغنما فقسم بعضه في جيشه وجعل بقيته في المغنم.
وفي فتوح البلدان لأحمد بن يحيى البلاذري قال : حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال حدثنا يحيى بن حمزة عن أبي عبد العزيز عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال : رابطنا بمدينة قنسرين مع السمط ( أو قال مع شرحبيل بن السمط ) الخ ما تقدم. قال في زبدة الحلب : وكان حاضر قنسرين قديما نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بينهم حين نزل الجبلين من نزل منهم ، فلما ورد أبو عبيدة عليهم أسلم بعضهم وصالح كثير منهم على الجزية ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذ منهم.
قال ابن الأثير : ثم أتى أبو عبيدة حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري فتحصن أهلها وحصرهم المسلمون فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم ومدينتهم وكنائسهم وحصنهم فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد ، وكان الذي صالحهم عياض فأجاز أبو عبيدة ذلك ، وقيل صولحوا على أن يقاسموا منازلهم وكنائسهم ،