وكان الأمير محمود في أول ملكه حسن الأخلاق كريم النفس ، ثم تنكر وغلب عليه حب الدنيا وجمع المال ولحقه من البخل ما ضرب به المثل.
ونقل عن صاحب عنوان السير قال : كان عز الدولة محمود شجاعا كريما ، ولما أخذ حلب مدحه ابن حيوس بقصيدة أولها :
أبى الله إلا أن يكون لك السعد |
|
فليس لما تبغيه منع ولا رد |
قضت حلب ميعادها بعد مطلها |
|
و أطنب وصل ما مضى قبله صد |
تهز لواء النصر حولك عصبة |
|
إذا طلبوا نالوا وإن عقدوا شدوا |
و خطية سمر وبيض صوارم |
|
و صافية زعف وصافنة جرد |
ذكر وفاة معز الدولة محمود بن نصر المرداسي سنة ٤٦٨
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٢ عند سرده أخبار بني مرداس : مات محمود في حلب سنة ثمان وستين في ذي الحجة.
وقال في حوادث سنة ٤٦٩ : فيها مات محمود بن مرداس صاحب حلب وملك بعده ابنه نصر.
قال أبو الفدا في حوادث سنة ٤٦٩ : وفي هذه السنة أورد ابن الأثير موت محمود ابن شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس الكلابي صاحب حلب. أقول : لكني وجدت في تاريخ حلب تأليف كمال الدين المعروف بابن العديم أن محمودا المذكور مرض في سنة سبع وستين وأربعمائة وحدث به قروح مات بها ، ولحقه في أواخر عمره من البخل مالا يوصف. وفي المختار من الكواكب المضية قال ابن العديم : مات عز الدولة محمود في الليلة التي مات فيها القائم بأمر الله. أقول : وقد ذكر ابن الأثير أن القائم بأمر الله توفي ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة. وفي المختار من الكواكب المضية ذكر ابن العديم في تاريخه عن أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد قال : كان أبو سالم ناجية غلام عز الدولة محمود متولي الشام ، وكان من الظلم على باب ما فتحه الحجاج ، وكان محمود قد