ابن صالح بن علي وعلي بن سليمان بن علي وقفل المسلمون سالمين إلا من قتل منهم وعزل المهدي إبراهيم بن صالح عن فلسطين ثم رده.
ثم قال : وفي هذه السنة ولى المهدي ابنه هارون المغرب كله وأذربيجان وأرمينية وجعل كاتبه على الخراج ثابت بن موسى وعلى رسائله يحيى بن خالد بن برمك. وفيها عزل زفر ابن عاصم عن الجزيرة واستعمل عليها عبد الله بن صالح بن علي. اه.
قال ابن جرير : وكان المهدي نزل عليه في مسيره إلى بيت المقدس فأعجب بما رأى من منزله بسلمية.
سنة ١٦٥
غزو الرشيد بلاد الروم وبلوغه القسطنطينية
قال ابن جرير : فيها غزا هارون بن محمد المهدي الصائفة ، وجهه أبوه فيما ذكر يوم السبت لأحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة غازيا إلى بلاد الروم في خمسة وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين رجلا ، وضم إليه الربيع مولاه فوغل هارون في بلاد الروم فافتتح ماجده ولقيته خيول نقيطاقومس القوامسة فبارزه يزيد بن مزيد فأرجل يزيد ثم سقط نقيطا فضربه يزيد حتى أثخنه وانهزمت الروم وغلب يزيد على عسكرهم وساروا إلى الدمستق بنقموديه ، وهو صاحب المسالح فحمل لهم من العين مائة ألف دينار وأربعة وتسعين ألفا وأربعمائة وخمسين دينارا ومن الورق أحدا وعشرين ألف ألف وأربعماية ألف وأربعة عشر ألفا وثمانمائة درهم ، وسار هارون حتى بلغ خليج البحر الذي على القسطنطينية وصاحب الروم يومئذ أغسطه امرأة إليون ، وذلك أن ابنها كان صغيرا قد هلك أبوه وهو في حجرها فجرت بينها وبين هارون بن المهدي الرسل والسفراء في طلب الصلح والموادعة وإعطاء الفدية ، فقبل ذلك منها هارون وشرط عليها الوفاء بما أعطت له وأن تقيم له الأدلاء والأسواق في طريقه ، وذلك أنه دخل مدخلا صعبا مخوفا على المسلمين ، فأجابته إلى ما سأل ، والذي وقع عليه الصلح بينه وبينها تسعون أو سبعون ألف دينار تؤديها في نيسان الأول في كل سنة وفي حزيران ، فقبل ذلك منها فأقامت له الأسواق في منصرفه ووجهت معه رسولا إلى المهدي بما بذلت على أن تؤدي ما تيسر من الذهب والفضة والعرض ،