وصادروه. وقيل كان سبب قتل لؤلؤ أنه أراد قتل سلطانشاه كما قتل أخاه آلب أرسلان قبله ففطن به أصحاب سلطانشاه فقتلوه.
ثم إن أهل حلب خافوا من الفرنج فسلموا البلد إلى نجم الدين إيلغازي ، فلما تسلمه لم يجد فيه مالا ولا ذخيرة لأن الخادم كان قد فرق الجميع ، وكان الملك رضوان قد جمع فأكثر فرزقه الله غير أولاده ، فلما رأى إيلغازي خلو البلد من الأموال صادر جماعة من الخدم بمال صانع به الفرنج وهادنهم مدة يسيرة تكون بمقدار مسيره إلى ماردين ، وجمع العساكر والعود ، فلما تمت الهدنة سار إلى ماردين على هذا العزم واستخلف بحلب ابنه حسام الدين تمرتاش اه ، وبه انقرض ملك بني رضوان السلجوقيين من حلب.
وفي المختار من الكواكب المضية أن إيلغازي بن أرتق لما غلب على ملك حلب وتسلم قلعتها أنزل سلطانشاه وإبراهيم وبنات رضوان من القلعة في دار من دور حلب ، ثم إنه أخرجهم جميعا من حلب وذلك في سنة خمس عشرة وخمسمائة إلى قلعة ابن مالك ثم انتقلوا إلى حران.
وفي هذه السنة توفي السلطان محمد بن ملكشاه بن آلب أرسلان وجلس على تخت السلطنة بعده ابنه السلطان محمود.
سنة ٥١٢
استنجاد إيلغازي بملوك بغداد
قال ابن الأثير : في هذه السنة وصل رسول إيلغازي بن أرتق صاحب جلب وماردين إلى بغداد يستنفر على الفرنج ويذكر ما فعلوا بالمسلمين في الديار الجزيرية وأنهم ملكوا قلعة عند الرها وقتلوا أميرها ابن عطير ، فسيرت الكتب بذلك إلى السلطان محمود.
سنة ٥١٣
ذكر غزاة إيلغازي بن أرتق بلاد الفرنج وتولية ولده سليمان على حلب
قال ابن الأثير : في هذه السنة سار الفرنج من بلادهم إلى نواحي حلب فملكوا بزاعة وغيرها وأخربوا بلد حلب ونازلوها ، ولم يكن بحلب من الذخائر ما يكفيها شهرا