وحارب الخوارج وقدم نيسابور سنة خمس عشرة ومائتين وكان المطر قد انقطع عنها تلك السنة ، فلما دخلها مطرت مطرا كثيرا فقام إليه رجل بزاز من حانوته وأنشد :
قد قحط الناس في زمانهم |
|
حتى إذا جئت جئت بالدرر |
غيثان في ساعة لنا قدما |
|
فمرحبا بالأمير والمطر |
ونقل عن الطبري أن المأمون لما مات طاهر بن الحسين كان ولده عبد الله بالرقة على محاربة نصر بن شبث ولاه عمل أبيه كله وجمع له مع ذلك الشام ، فوجه عبد الله أخاه طلحة إلى خراسان ، ثم قال : وكان عبد الله المذكور أديبا ظريفا جيد الغناء نسب إليه صاحب الأغاني أصواتا كثيرة وأحسن فيها ونقلها أهل الصنعة منه ، وله شعر مليح ورسائل ظريفة ، فمن شعره قوله :
نحن قوم تليننا الحدق النج |
|
ل على أننا نلين الحديدا |
طوع أيدي الظباء تقتادنا ال |
|
عين ونقتاد بالطعان الأسودا |
نملك الصيد ثم تملكنا البي |
|
ض المصونات أعينا وخدودا |
تتقي سخطنا الأسود ونخشى |
|
سخط الخشف حين يبدي الصدودا |
فترانا يوم الكريهة أحرا |
|
را وفي السلم للغواني عبيدا |
ومن مشهور شعره قوله :
اغتفر زلتي لتحرز فضل الشك |
|
ر مني ولا يفوتك أجري |
لا تكلني إلى التوسل بالعذ |
|
ر لعلي أن لا أقوم بعذري |
ومن كلامه : سمن الكيس ونبل الذكر لا يجتمعان في موضع واحد ، ثم قال : وكان دخول عبد الله إلى مصر سنة إحدى عشرة ومايتين وخرج منها في أواخر هذه السنة فدخل بغداد في ذي القعدة منها ، واستمر نوابه بمصر وعزل عنها في سنة ثلاث عشرة ومايتين.
ولاية العباس بن المأمون سنة ٢١٣
قال ابن الأثير في حوادثها : فيها ولى المأمون ابنه العباس الجزيرة والثغور والعواصم وولى أخاه أبا إسحاق المعتصم الشام ومصر ، وأمر لكل واحد منهما ولعبد الله بن طاهر