فمن لان (١) لا آتيك إلا معذرا |
|
أزورك في الشهرين يوما وفي الشهر |
فإن زدت في بري تزيدت جفوة |
|
و لا نلتقي حتى القيامة والحشر |
فوصل إليه من ثلثمائة ألف درهم.
وعن العباس بن مجاشع قال : لما قدم ابن طاهر اعترضه دعبل فقال :
جئتك مستشفعا بلا سبب |
|
إليك إلا بحرمة الأدب |
فاقض زمامي فإنني رجل |
|
غير ملحّ عليك في الطلب |
فبعث إليه بعشرة آلاف درهم وبهذين البيتين :
أعجلتنا فأتاك عاجل برنا |
|
قلا ولو أمهلتنا لم نقلل |
فخذ القليل وكن كأنك لم تسل |
|
و نكون نحن كأننا نسأل |
ثم قال : وعن سهل بن ميسرة أن جيران دار عبد الله بن طاهر أمر بإحصائهم فبلغوا أربعة آلاف نفس فكان يقوم بمؤنتهم وكسوتهم ، فلما خرج إلى خراسان انقطعت الرواتب من المؤنة وبقيت الكسوة مدة حياته. وكان ابن طاهر عادلا في الرعية عظيم الهيبة حسن المذهب ، قال أحمد بن سعيد الرباطي : سمعته يقول : والله لا أستطيع أن أقول إيماني كإيمان يحيى بن يحيى وأحمد بن حنبل وهو لا يقولون [ هكذا والظاهر أن الصواب وهما لا يقولان ] إيماننا كإيمان جبريل وميكائيل. ولما مات خلف في بيت ماله أربعين ألف ألف درهم دون ما في بيت العامة. قال أحمد بن كامل القاضي : مات عبد الله بن طاهر وقد أظهر التوبة وكسر الملاهي وعمر الرباطات بخراسان ووقف لها الوقوف وافتدى الأسرى من الترك بنحو ألفي ألف درهم. وقال أبو حسن الزيادي : مات بمرو في ربيع الأول سنة ثلاثين ومائتين بعلة الخوانيق وله ثمان وأربعون سنة. اه.
وقال ابن خلكان : كان عبد الله المذكور سيدا نبيلا عالي الهمة شهما ، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه حسن الالتفات إليه لذاته ورعاية لحق والده ولما سلفه من الطاعة في خدمته ، وكان واليا على الدينور ، فلما خرج بابك الخرمي على خراسان وأوقع الخوارج بأهل قرية الحمراء من أعمال نيسابور وأكثروا فيها الفساد واتصل الخبر بالمأمون بعث إلى عبد الله وهو بالدينور يأمره بالخروج إلى خراسان ، فخرج إليها سنة ثلاث عشرة ومائتين
__________________
(١) أصله من الآن