يرحل المعتمد ومن معه فقال ابن كنداجيق : قوموا بنا نتناظر في غير حضرة أمير المؤمنين ، وأخذ بأيديهم إلى خيمته لأن مضاربهم كانت قد سارت ، فلما دخلوا خيمته قبض عليهم وقيدهم وأخذ سائر من مع المعتمد من القواد فقيدهم ، فلما فرغ من أمورهم مضى إلى المعتمد فعزله في مسيره من دار ملكه وملك آبائه وفراق أخيه الموفق على الحال التي هو بها من حرب من يريد قتله وقتل بيته وزوال ملكهم [ يعني به العلوي عميد الزنج الخارج على الموفق بأرض العراق كما قدمنا ] ثم حمله والذين كانوا معه حتى أدخلهم سامرا. وأما أحمد ابن طولون فإنه كما في زبدة الحلب خرج من مصر في مائة ألف فقبض على حرم لؤلؤ وباع ولده وأخذ ما قدر عليه مما كان له وهرب لؤلؤ منه ولحق بأبي أحمد طلحة بن المتوكل الملقب بالموفق كما تقدم.
ولاية عبد الله بن الفتح سنة ٢٦٩
قال في زبدة الحلب : ثم إن أحمد بن طولون وصل إلى الثغور فأغلقوها في وجهه فعاد إلى أنطاكية فمرض فولى على حلب عبد الله بن الفتح وصعد إلى مصر مريضا فمات سنة سبعين ومائتين.
ترجمة أحمد بن طولون :
قال ابن خلكان : هو الأمير أبو العباس أحمد بن طولون صاحب الديار المصرية والشامية والثغور ، كان المعتز بالله قد ولاه مصر ، ثم استولى على دمشق والشام أجمع وأنطاكية والثغور في مدة اشتغال الموفق أبي أحمد طلحة بن المتوكل وكان نائبا عن أخيه المعتمد على الله الخليفة ، وهو والد المعتضد بالله بحرب صاحب الزنج [ متعلق باشتغال ] وكان أحمد عادلا جوادا شجاعا متواضعا حسن السيرة صادق الفراسة يباشر الأمور بنفسه ويعمر البلاد ويتفقد أحوال رعاياه ويحب أهل العلم ، وكانت له مائدة يحضرها كل يوم الخاص والعام ، وكان له ألف دينار في كل شهر للصدقة فأتاه وكيله يوما فقال : إنني تأتيني المرأة وعليها الإزار وفي يدها خاتم الذهب فتطلب مني أفأعطيها ؟ فقال له : من مد