ولاية أبي كامل نصر بن صالح سنة ٤٢٠
قال ابن الأثير : لما قتل صالح عند طبرية نجا ولده أبو كامل نصر بن صالح ، فجاء إلى حلب وملكها وكان لقبه شبل الدولة ، فلما علمت الروم بأنطاكية الحال تجهزوا إلى حلب في عالم كثير ، فخرج أهلها فحاربوهم فهزموهم ونهبوا أموالهم وعادوا إلى أنطاكية.
وقال في المختار من الكواكب المضية : لما قتل أسد الدولة صالح بن مرداس ملك بعده ابناه وهما معز الدولة ثمال وشبل الدولة نصر ، وجعل الأمر شركة بينهما مذ قتل أبوهما ، إلى أن تفرد بالأمر شبل الدولة نصر وأخرج معز الدولة ثمال في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، ولما تفرد شبل الدولة نصر واستقرت له الإمارة لقب بمختص الأمراء شمس الدولة ومجدها ذي العزيمتين.
ذكر خروج ملك الروم من القسطنطينية إلى حلب وانهزامه سنة ٤٢١
قال ابن الأثير : في هذه السنة خرج ملك الروم من القسطنطينية في ثلثمائة ألف مقاتل إلى الشام ، فلم يزل بعساكره حتى بلغوا قريب حلب وصاحبها شبل الدولة نصر بن صالح بن مرداس ، فنزلوا على يوم منها فلحقهم عطش شديد ، وكان الزمان صيفا ، وكان أصحابه مختلفين عليه ، فمنهم من يحسده ومنهم من يكرهه ، وممن كان معه ابن الدوقس وهو من أكابرهم ، وكان يريد هلاك الملك ليملك بعده ، فقال الملك : الرأي أن نقيم حتى تجيء الأمطار وتكثر المياه ، فقبح ابن الدوقس هذا الرأي وأشار بالإسراع قصد الشر يتطرق إليه ولتدبير كان قد دبره عليه ، فسار ففارقه ابن الدوقس وابن لؤلؤ في عشرة آلاف فارس وسلكوا طريقا آخر ، فخلا بالملك بعض أصحابه وأعلمه أن ابن الدوقس وابن لؤلؤ قد حالفا أربعين رجلا هو أحدهم على الفتك به ، فاستشعر من ذلك وخاف ورحل من يومه راجعا ، ولحقه ابن الدوقس وسأله عن السبب الذي أوجب عوده فقال له : قد اجتمعت