وفي يوم الأربعا سادس وعشرين من ذي القعدة عبر بلك إلى الشام وقبض على نائب بهرام داعي الباطنية بحلب وأمر بإخراجهم من حلب ، فباعوا أموالهم ورحالهم وخرجوا منها.
ثم إن الأمير نور الدين بلك جمع العساكر ووصله أتابك طغتكين بعسكر دمشق وعسكر آق سنقر البرسقي وعبروا حتى نزلوا على عزاز وضايقوها بالحصار وأخذوا عليها نقوبا إلى أن سهل أمرها ، فتجمع الفرنج وقصدوا ترحيل المسلمين عنها ، فالتقى الجيشان وهزم المسلمون وتفرقوا بعد قتل من قتل وأسر من أسر وعمر بلك حصن الناعورة بالنقرة وحصن إيلغارة على شط الفرات وتزوج بالخاتون فرخنده خاتون بنت رضوان في ثالث وعشرين ذي الحجة ( من سنة سبع عشرة وخمسمائة ) *
سنة ٥١٨
ذكر محاصرة بلك منبج وقتله واستيلاء تمرتاش
ثم آقسنقر البرسقي على حلب
قال ابن العديم : وفي المحرم من سنة ثمان عشرة وخمسمائة تنكر بلك على رئيس حلب وكان رجلا من أهل حران اسمه محمد بن سعدان ويعرف بابن سعدانة ، وكثر الأمن من الذعار وقطاع الطريق عند قدوم بلك حلب ، وأقام الهيبة العظيمة وتقدم بفتح أبواب حلب ليلا ونهارا وحسم مادة أرباب الفساد ، وقال للحارس : إن عدت سمعتك تصيح ضربت عنقك ، ونقل بغدوين ومن كان معه من حبس حران فحبسه في قلعة حلب.
وتوجه في شهر صفر فرقة من أصحابه الأتراك إلى ناحية عزاز فوقع بينهم وبين الفرنج وقعة عند مشحلا وظفر بهم الأتراك وقتلوا منهم أربعين رجلا من الخيّالة والرجّالة وأخذوا سلاحهم ، ووصل الباقون عزاز وما فيهم إلا من جرح عدة جروح.
وانقطع المطر في كانون ونصف شباط ثم تدارك فأخصب الزرع واستغل الناس وكان بحلب غلاء شديد.
__________________
( * ) ما بين قوسين أثبتناه من زبدة الحلب.