الباب وقطع شجره وأحرق ما سواه من الوادي ، ثم نزل حيلان ثم حلب من ناحية مشهد الجف من الشمال وخرب المشاهد والبساتين وكسر الناس عند مشهد طرود بالقرب من بساتين البقرة ، وقتل وسبى مقدار عشرين نفرا ، ثم رحل ونزل الجانب الغربي في البقعة السوداء وخرب مشاهد الجانب القبلي وبساتينه ونبش الضريح الذي بمشهد الدّكة فلم يجد فيه شيئا ، فألقى فيه النار. والحلبيون في كل يوم يقاتلونه أشد قتال ويخسر معهم في كل حركة.
ثم رحل يوم الثلثاء مستهل شهر رمضان ونزل السعدي وقطع شجره وافترقوا منه وسار كل إلى بلده ، فأمر القاضي ابن الخشاب بموافقة من مقدمي حلب أن يهدم محاريب الكنائس التي للنصارى بحلب وأن يعمل لها محاريب إلى جهة القبلة وتغير أبوابها وتتخذ مساجد ، ففعل ذلك بكنيستهم العظمى وسمي مسجد السرّاجين وهو مسجد الحلاويين الآن وكنيسة الحدّادين وهي مدرسة الحدّادين الآن وكنيسة بدرب الحراف وهي مكان مدرسة ابن المقدم ، ولم يترك لهم بحلب سوى كنيستين لا غير وهي الآن باقية.
هذا كله ونور الدولة بلك غائب عن مدينة حلب في بلاده.
ثم إن جوسلين خرج في تاسع عشر رمضان إلى الوادي والنقرة والأحص وأخذ ما يزيد على خمسمائة فرس كانت في الغريب حتى لم يبق بحلب من الخيالة خمسون فارسا لهم خيل ، وأخذ من الدواب والبقر والغنم والجمال مالا يحصى ، وقتل وسبى وخرب ما أمكنه وعاد إلى تل باشر.
وخرج سير ألان في عسكر أنطاكية من الأثارب حتى وصل الحانوتة وحلفا وأخذ ما كان بها من خيل حلب في الغريب في الجانب القبلي وذلك مقدار ثلثمائة فرس ، وأخذ قافلة كانت واصلة من شيزر بغلة ، ثم عبر جوسلين من الفرات إلى سنجان وأغار على تركمان وأكراد فأخذ من الغنم والخيل ما يزيد على عشرة آلاف وسبى وقتل ، ومن سلم له فرس من عسكر حلب يخرجون مع الحرامية والأوباش يقطعون الغارات على بلادهم ويحضرون الأسارى مرة بعد أخرى.
ثم أغار جوسلين على الجبّول وما حولها وأخذ دواب كثيرة وتوجه إلى دير حافر فخنق أهلها بالدخان في المغاير وفتح المقابر وسلب الموتى أكفانهم.