فسار إليهم وتسلم البلد وفرح الناس به لأجل جهاد الفرنج ، فأقام بحران أياما ومرض مرضا شديدا أوجب عوده إلى ملطية فعاد مريضا وبقي أصحابه بحران.
سنة ٥٠١
قال ابن العديم : في هذه السنة عصى خطلع بقلعة عزاز واستقر أن يسلمها إلى طنكريد ويعوضه عنها موضعا غيرها ، فسار رضوان إليها فتسلمها منه.
سنة ٥٠٢
ذكر إطلاق القمص ومسيره إلى أنطاكية
قال ابن الأثير : في هذه السنة في صفر استولى مودود والعسكر الذي أرسله السلطان محمد على مدينة الموصل وأخذوها من أصحاب جاولي سقاوو ، وقد كان استولى عليها جاولي سنة خمسماية ، وساق الخبر في ذلك [ ثم قال ] : وأما جاولي فإنه لما وصل عسكر السلطان إلى الموصل وحصرها سار عنها وأخذ معه القمص صاحب الرها الذي كان قد أسره سقمان وأخذه منه جكرمش ، وقد تقدم ذلك ، وسار إلى نصيبين واجتمع بإيلغازي.
ثم إن إيلغازي هرب من جاولي وسار جاولي إلى الرحبة ، ولما وصل إلى ماكسين أطلق القمص الفرنجي الذي كان أسيرا بالموصل وأخذه معه واسمه بردويل ، وكان صاحب الرها وسروج وغيرهما وبقي في الحبس إلى الآن ، وبذل الأموال الكثيرة فلم يطلق ، فلما كان الآن أطلقه جاولي وخلع عليه ، وكان مقامه في السجن ما يقارب خمس سنين وقرر عليه أن يفدي نفسه بمال وأن يطلق أسرى المسلمين الذين في سجنه وأن ينصره متى أراد ذلك منه بنفسه وعسكره وماله ، فلما اتفقا على ذلك سير القمص إلى قلعة جعبر وسلمه إلى صاحبها سالم بن مالك حتى ورد عليه ابن خالته جوسلين وهو من فرسان الفرنج وشجعانها وهو صاحب تل باشر وغيرها ، وكان أسر مع القمص في تلك الوقعة ففدى نفسه بعشرين ألف دينار ، فلما وصل جوسلين إلى قلعة جعبر أقام رهينة عوض القمص وأطلق القمص وسار إلى أنطاكية وأخذ جاولي جوسلين من قلعة جعبر فأطلقه وأخذ