سنة ٥٣٨
ذكر فتح أتابك قلعتي أبزون وحيزان وغيرهما
قال ابن العديم : في هذه السنة فتح أتابك قلعة أبزون وبعدها قلعة حيزان ومما كان بيد الفرنج جملين والمؤزر وتل موز وغيرها ، وخرج عسكر حلب فظفروا برفقة كبيرة كثيرة من التجاره والأجناد وغيرهم خرجت من أنطاكية تريد بلاد الفرنج معها مال كثير ودواب ومتاع ، فأوقعوا بهم وقتلوا جميع الخيّالة من الفرنج الخارجين لحمايتهم وأخذوا ما كان معهم وعادوا إلى حلب ، وذلك في جمادى الأولى من السنة.
وفي ذي القعدة من السنة توجهت خيل التركمان من حلب فأوقعت بخيل خارجة من باسوطا فقتلوهم ، وأسروا صاحب باسوطا جاؤوا به إلى حلب فسلموه إلى سوار فقيده.
ذكر فتح أتابك زنكي طنزة وأسعرد وغير ذلك
قال ابن الأثير : وفي هذه السنة سار أتابك زنكي إلى ديار بكر ففتح منها عدة بلاد وحصون ، فمن ذلك مدينة طنزة ، ومن ذلك مدينة أسعرد ومدينة حيزان وحصن الدوق وحصن مطليس وحصن بانسية وحصن ذي القرنين وغير ذلك مما لم يبلغ غيره هذه الأماكن ، وأخذ أيضا من بلد ماردين مما هو بيد الفرنج حملين والمؤزر وتل موزن وغيرها من حصون جوسلين ، ورتب أمور الجميع وخلى فيها من الأجناد من يحفظها ، وقصد مدينة آمد وحاني فحصرهما وأقام بتلك الناحية مصلحا لما فتحه ومحاصرا لما لم يفتحه.
وفيها سير أتابك زنكي عسكرا إلى مدينة عانة من أعمال الفرات فملكوها.
قال في الروضتين وفي الكامل : في هذه السنة وصل السلطان مسعود إلى بغداد على عادته في كل سنة وجمع العساكر وتجهز لقصد أتابك زنكي ، وكان حقد عليه حقدا شديدا ، وسبب ذلك أن أصحاب الأطراف الخارجين على السلطان مسعود كانوا يخرجون عليه ، فكان ينسب ذلك إلى أتابك زنكي ويقول : هو الذي سعى فيه وأشار به لعلمه