المقدم ذكره فرجع طغج إلى الخليفة المكتفي بالله فخلع عليه وعرف له ذلك. وكان وزير الخليفة يومئذ العباس بن الحسن فسام طغج أن يجري في التذلل له مجرى غيره ، فكبرت نفس طغج عن ذلك فأغرى به الملك المكتفي فقبض عليه وحبسه وابنه أبا بكر محمد بن طغج ، فتوفي طغج في السجن وبقي ولده أبو بكر بعده محبوسا مدة ثم أطلق وخلع عليه. ثم ساق ابن خلكان بقية ترجمة أبي بكر محمد بن طغج الذي لقب بالأخشيد وتملك مصر.
ولاية المكتفي بالله أبي محمد علي بن أحمد سنة ٢٨٦
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٨٥ : فيها وجه هارون بن خمارويه إلى المعتمد ليسأله أن يقاطعه على ما في يده ويدنو به من مصر والشام ويسلم أعمال قنسرين إلى المعتضد ويحمل كل سنة أربعماية ألف وخمسين ألف دينار ، فأجابه إلى ذلك وسار من آمد واستخلف فيها ابنه المكتفي ووصل إلى قنسرين والعواصم فتسلمها من أصحاب هارون ، وكان ذلك سنة ست وثمانين ومائتين.
وقال في حوادث سنة ٢٨٦ : فيها سار المعتضد من آمد بعد أن ملكها إلى الرقة فولى ابنه عليا المكتفي قنسرين والعواصم والجزيرة.
ولاية إسحق بن علي الخراساني سنة ٢٨٦
قال في زبدة الحلب : لما ولي المكتفي بالله حلب وقنسرين في هذه السنة من قبل أبيه المعتضد ولى بحلب الحسن بن علي المعروف بكورة الخراساني وإليه ينسب دار كورة التي داخل باب الجنان بحلب والحمام المجاورة لها وقد خربت الآن ولم يبق لها أثر ، وكان كاتب علي بن المعتضد يومئذ الحسين بن عمرو النصراني فقلده النظر في هذه النواحي.
قال ابن الأثير تقلد الحسين بن عمرو الكاتب النصراني النظر في الأموال فقال الخليع في ذلك :
حسين بن عمرو عدو القرا |
|
ن يصنع في العرب ما يصنع |