كلامه واستصوب رأيه وقال : بل الثواب لي وافعل أنت ما تريد. قال وكتب ابن العميد في الحاشية : إن الواشي كان أبا نصر بن النحاس ناظر حلب. قال : وقرأت في تاريخ منتخب الدين يحيى بن أبي طي النجار الحلبي قال : أسست العمارة في هذه المنارة في زمن سابق ابن محمود بن صالح على يد القاضي ابن الحسن بن الخشاب ، وكان الذي عمرها رجل من سرمين وإنه بلغ بأساسها إلى الماء وعقد حجارتها بكلاليب الحديد والرصاص وأتمها في أيام قسيم الدولة آقسنقر ، وطول هذه المنارة إلى الدرابزين بذراع اليد سبع وتسعون ذراعا وعدد مراقيها مائة وأربع وسبعون درجة. وأخبرني زين الدين بن عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحيم العجمي أن والده حكى له أنه لما كان ليلة الاثنين ثامن شهر شوال سنة خمس وسبعين وستمائة زلزلت حلب زلزلة عظيمة هدمت أكثر دورها وأهلك جماعة من أهلها وحركت المنارة فدفعت هلالا كان على رأسها مقدار ستماية قدم وتشققت اه. ( من الدر المنتخب المنسوب لابن الشحنة ).
أقول : مكتوب على جدار المنارة في أسفلها بالخط الكوفي المسمى بالمزهر ( صنعه حسن بن مقري السرميني سنة ٤٨٣ ). وقرأت في بعض المجاميع الحلبية أن طول الجامع من الشرق إلى الغرب مع سمك جدران الجهتين مائة وثلاثون ذراعا وعرضه من الجنوب إلى الشمال مائة وأحد عشر ذراعا ، فإذا ضربت ذراع الطول في العرض يبلغ المجموع ١٤٤٣٠ ذراعا مربعا. وطول القبليتين مائة وتسعة قراريط. وارتفاع المنارة من أرض الجامع إلى موقف المؤذنين اثنان وخمسون ذراعا وستة قراريط ، ومحيطها مما يلي سطح الرواق إحدى وعشرون ذراعا وإحدى وعشرون قيراطا ومن موقف المؤذنين إلى ختم القبة سبعة أذرع.
سنة ٤٨٤
حصول الزلازل في الشام وانهدام أبراج أنطاكية
قال ابن العديم : في هذه السنة تسلم الأمير قسيم الدولة قلعة أفامية من زيد بن ملاعب ثالث رجب وسجن بعض بني منقذ. اه.