ابن طولون قال صالح بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي الحلبي يمدحه ويشكره ويذكره ظفره بسيما بقصيدة يقول فيها :
و قد لبستنا من قذا الجور ذلة |
|
و دار بنا كيد الأعادي فأحدقا |
و كم لاذ فينا عائذ فجرت له |
|
أفاعيل عز تترك اللب أخلقا |
إلى أن أتيحت بابن طولون رحمة |
|
أشار إلى معصوصب فتفرقا |
فدتك بنو العباس من ناصر لها |
|
أنار به قصد السبيل فأشرقا |
بنيت لهم مجدا تليدا بناؤه |
|
فلم نر بنيانا أعز وأوثقا |
منحتهم صفو الوداد ولم يكن |
|
سواك ليعطي الود صفوا مروّقا |
تحوز منك العبد لما قصدته |
|
و اسكن أشراف الأقوام مطبقا (١) |
للأثرة أسدوا إليه وإنما * |
|
يجازي الفتى يوما على ما تحققا (١) |
و هيهات ما ينجيه لو أن دونه |
|
ثمانين سورا في ثمانين خندقا |
ولاية لؤلؤ غلام أحمد بن طولون نيابة عنه سنة ٢٦٤
قال ابن الأثير في حوادث هذه السنة : ثم رحل أحمد بن طولون إلى طرسوس فدخلها وعزم على المقام بها وملازمة الغزاة ، فغلا السعر بها وضاقت عنه وعن عساكره ، فركب أهلها إليه بالمخيم وقالوا له : قد ضيقت بلدنا وأغليت أسعارنا فإما أقمت في عدد يسير وإما ارتحلت عنا ، واغلظوا في القول وشغبوا عليه ، فقال أحمد لأصحابه : لتنهزموا من الطرسوسيين وترحلوا عن البلد ليظهر للناس وخاصة العدو أن ابن طولون على بعد صيته وكثرة عساكره لم يقدر على أهل طرسوس وانهزم عنهم ليكون أهيب لهم في قلب العدو (٢).
__________________
(١) هكذا في الأصل.
(٢) يعني بذلك إعلان قوة أهل طرطوس وعدم قدرة ابن طولون عليهم لينكف عنهم ملوك الروم المجاورون لهم.
( * ) البيتان وردا في زبدة الحلب تحقيق الدكتور سامي الدهان كما يلي :
تجوّز منك العبد لما قصدته |
|
و أسكن أشراف الأقاوم مطبقا |
بلا ترة أسدوا إليه وإنما |
|
يجازي الفتى يوما على ما تحققا |