طولون فحصره بأنطاكية وكان سيىء السيرة مع أهل البلد فكاتبوا أحمد بن طولون ودلوه على عورة البلد فنصب عليه المجانيق وقاتله فملك البلد عنوة والحصن الذي له وركب سيما وقاتل قتالا شديدا حتى قتل ولم يعلم به أحد ، فاجتاز به بعض قواده فرآه قتيلا فحمل رأسه إلى أحمد فساءه قتله. اه.
قال في المختار من الكواكب المضية : ومن أعجب ما نقلته من تاريخ الصاحب في ترجمة محمد بن عمار الإمام بمسجد أنطاكية في أيام سيما الطويل قال محمد المذكور : كنت إمام المسجد بأنطاكية أيام سيما الطويل وكان عليها واليا ، فلما جاء أحمد بن طولون وفتحها وقتل سيما تقدم إليّ أن أخطب لأحمد بن طولون يوم الجمعة فصعدت المنبر وخطبت لسيما الطويل على الرسم وأنسيت ما تقدم إليّ فلم أذكر إلا وأنا في الصلاة ، فلما قضيت الصلاة بادرت فصعدت المنبر وقلت : يا معاشر الناس قال الله تعالى : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما اللهم وأصلح الأمير أحمد بن طولون مولى أمير المؤمنين حتى أتيت على الدعاء له ، ثم نزلت عن المنبر فلحقني غلام بكيس فيه ألف دينار فدفعه إليّ. اه.
قال في المختار من الكواكب المضية : قال صاحب الأعلاق النفيسة : نزل الفضل ابن صالح أنطاكية ، وهو سهو لأن الفضل بن صالح توفي سنة ١٧٢ كما تقدم في الكلام على ولايته سنة ١٥٢ والنازل أحد بنيه ( بدلالة ما يأتي نقله عن زبدة الحلب ) فلما ولي سيما الطويل أنطاكية قبض عليه وعلى ولده ودفنهما حيين في صندوقين ، فبصر رجل بالصندوق الذي كان فيه الفضل فظنه مالا فحفر عليه واستخرجه وبه رمق وعاش بعد ذلك عشرين سنة ، ولم يزل ينتقل إلى أن صار إلى مصر فلقي أحمد بن طولون ، ثم خرج أحمد ابن طولون من مصر ومعه الفضل بن صالح حتى قتل سيما الطويل واستقامت أحوال الفضل المذكور. انتهى.
وقال في زبدة الحلب : لما استولى أحمد بن طولون على حلب كان قاضيها في أيامه عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله أبا بكر القاضي العمري ودام على قضائها إلى أن مات أحمد ، وكان سيما حين صارت له حلب قد قصد جماعة من الأشراف من بني صالح بن علي بالأذى واستولى على أملاكهم واستودع بعضهم في السجن ، فلما ولي أحمد