إليه حمام الواساني بحلب واسمه الحسن ، وكان شاعرا هجاء على ما ذكره الصاحب كمال الدين في تاريخه الكبير وإن كان العوام يعتقدونه اليوم من الأولياء وأرباب المزارات والله سبحانه وتعالى أعلم. اه.
قال ابن الأثير : فيها مات ياركوج التركي في رمضان وكان صاحب مصر ومقطعها ، ويدعى له فيها قبل أحمد بن طولون ، فلما توفي استقل أحمد بمصر اه. أعني أنه صار أميرا عاما على جميع القطر المصري نيابة عن أبي أحمد الموفق المولى على ديار مصر وقنسرين والعواصم كما تقدم.
سنة ٢٦٢
قال ابن الأثير : فيها تنافر أبو أحمد الموفق وأحمد بن طولون أمير ديار مصر وصار بينهما وحشة مستحكمة ، وتطلب الموفق من يتولى الديار المصرية فلم يجد أحدا لأن ابن طولون كانت خدمه وهداياه متصلة إلى القواد بالعراق وأرباب المناصب ، فلهذا لم يجد من يتولاها فكتب إلى ابن طولون يهدده بالعزل فأجابه جوابا فيه بعض الغلظة ، فسير إليه الموفق موسى بن بغا في جيش كثيف فسار إلى الرقة وبلغ الخبر ابن طولون فحصن الديار المصرية وأقام ابن بغا عشرة أشهر بالرقة لم يمكنه المسير لقلة الأموال معه ، وطالبه الأجناد بالعطاء فلم يكن معه ما يعطيهم فاختلفوا عليه وثاروا بوزيره عبد الله بن سليمان فاستتروا واضطر ابن بغا إلى العود إلى العراق وكفى الله أحمد بن طولون شره فتصدق بأموال كثيرة.
سنة ٢٦٤
قال ابن الأثير : في هذه السنة توفي أماجور مقطع دمشق ( أي واليها ) وولي ابنه مكانه ، فتجهز ابن طولون ليسير إلى الشام فيملكه فكتب إلى ابن أماجور يذكر له أن الخليفة قد أقطعه الشام والثغور ، فأجابه بالسمع والطاعة ، وسار أحمد واستخلف بمصر ابنه العباس فلقيه ابن أماجور بالرملة فأقره عليها وسار إلى دمشق فملكها وأقر قواد أماجور على أقطاعهم ، وسار إلى حمص فملكها وكذلك حماة وحلب وراسل سيما الطويل بأنطاكية يدعوه إلى طاعته ليقره على ولايته فامتنع فعاوده فلم يطعه ، فسار إليه أحمد بن