الكائن في محلتهم (١) ، والثانية عامرة أيضا وهي معبد للمسلمين وتسمى الآن جامع الحيات وكانت عمارتها بعد ظهور المسيح بمائة سنة وجدد بناءها هليل بن ناتان كما هو مكتوب في حائطها بالقلم العبراني واللفظ عربي (٢) ، والثالثة خارج باب النصر عند جامع المدرسة في بادنجك ولكنها درست ولم يبق منها سوى بعض حروف عبرانية منقوشة على بعض حجارة هناك وفقدت منذ ثلاثين سنة ، وكان أكثر سكانها يهود ولذلك كانت تسمى مدينة الأحبار حتى إن أحد أبوابها اسمه باب اليهود ، واستمر على ذلك الاسم إلى أن أتت الملوك الأيوبية فغيرت اسمه وسمته باب النصر.
تتمة لهذه الفصول وذكر الحجر الموجودة في حلب المرسومة
بالقلم الهيروكليفي وذكر غير ذلك من الأدلة التي تثبت
أن العمالقة هم الذين بنوا حلب
قال في تحف الأنباء : إن الذي تحقق عندي أن حلب من بناء العمالقة ودليل ذلك الكتابة الموجودة الآن على الحجر الأسود في الحائط بظاهر جامع القيقان ( صوابه قاقان ) في داخل باب أنطاكية ( في محلة العقبة ) فإنها مرسومة بقلم الهيروكليف (٣) بلغة الكيتا أو الحماتيين ، وهذه الكتابة كان اصطلاحهم عليها في أيامهم وكان اسم حلب بلغتهم هلبون
__________________
(١) أقول : في الجدار الأيمن من الكنيسة في داخلها في المحل المعد للصلاة حجر مربع محرر عليه بالعبرانية ( هذا القبو بناه من بيت عيلي ابن بارناتان ابن بارحادم ابن ابن مياسير من ماله الخاص سنة ١٤٥ ) أي للإسكندر وقد مضى على تاريخ الإسكندر ٢٢٣٥ سنة فيكون قد مضى على تاريخ بناء هذا المحل ٢٠٩٠ سنة وطول الكنيسة نحو ٣٠ مترا وعرضها نحو ١٥ مترا وفي الصحن منبر من حجر قطعة واحدة طوله أربعة أذرع كسر من أسفله في الزلزلة العظيمة التي حصلت سنة ١٢٣٧ ، ويقال إنه مبني من حين بنيت الكنيسة ، وفي الصحن ستة عواميد وهناك حجر تفيد أن بناء هذه العواميد كان سنة ١٧١٦ من تملك الإسكندر فيكون قد مضى عليها إلى وقتنا هذا ٥١٩ سنة ، وقد تجدد فيها بعد هذا غير ذلك.
(٢) الحجر في الجدار الشرقي من الجامع والمكتوب عليها ثلاثة أسطر وهي :
١ ـ تاريخ هذا الحائط سنة ٥٥٣
٢ ـ لتاريخ الإسكندر بناه الأمّان
٣ ـ هليل الكاهن بارناتان بلا أجرة
الأمان كلمة سريانية ومعناه المعلم وبار كلمة عبرانية معناها ابن وقد مضى للإسكندر ٢٢٣٥ سنة فإذا طرحنا منها ٥٥٣ يبقى ١٦٧٢ سنة.