ابتداء الدولة العباسية سنة ١٣٢
فيها في ربيع الأنور بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالكوفة على يد أبي مسلم الخراساني وانقرضت دولة بني أمية وكان آخر خلفائهم مروان بن محمد.
وكان الوالي في تلك السنة على قنسرين أبا الورد مجزأة بن زفر بن الحارث الكلابي وهو أخو عبد الملك بن الكوثر.
قال في زبدة حلب : بعد أن بويع أبو العباس السفاح سير عمه عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس في جمع عظيم للقاء مروان بن محمد ، وكان مروان في جيوش كثيفة فالتقيا بالزاب من أرض الموصل في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة فهزم مروان واستولى على عسكره ، وسار مروان منهزما حتى عبر الفرات من جسر منبج فأحرقه ، فلما مر على قنسرين وثبت عليه طي وتنوخ واقتطفوا مؤخر عسكره ونهبوه ، وقد كان تعصب عليهم وجفاهم أيام دولته وقتل منهم جماعة ، وتبعه عبد الله بن علي وسار خلفه حتى أتى منبج فنزلها وبعث إليه أهل حلب بالبيعة مع أبي أمية التغلبي ، وقدم عليه أخوه عبد الصمد ابن علي فقلده حلب وقنسرين ، وسار عبد الله وعبد الصمد أخوه معه إليها فبايعه أبو الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي وكان من أصحاب مروان ودخل فيما دخل فيه الناس من الطاعة ، وسار عبد الله إلى دمشق ثم إلى الديار المصرية وهناك ظفر بمروان بن محمد ببوصير فقتله ثم عاد إلى دمشق وعين واليا عليها.
انتقاض أبي الورد مجزأة بن الكوثر
قال ابن الأثير في حوادث هذه السنة : وفيها خلع أبو الورد مجزأة بن الكوثر وكان من أصحاب مروان وقواده ، وكان سبب ذلك أن مروان لما انهزم قام أبو الورد بقنسرين فقدمها عبد الله بن علي فبايعه أبو الورد ودخل فيما دخل فيه جنده ، وكان ولد مسلمة بن عبد الملك مجاورين له ببالس ( مسكنة ) والناعورة ، فقدم بالس قائد من قواد عبد الله بن علي فبعث بولد مسلمة ونسائهم فشكا بعضهم ذلك إلى أبي الود فخرج من مزرعة يقال لها