على معظمه وأغار جوسلين إلى صفين وسبى العرب والتركمان ونزل بزاعة وقاتلها وأحرق بعض جدارها وصونع على شيء ودخل بلده.
سنة ٥١٥
هجوم الفرنج على الأثارب وإغارتهم على حلب
أيام سليمان بن إيلغازي وعصيان سليمان على أبيه
واستنابته ابن أخيه عبد الجبار بن أرتق على حلب
قال ابن العديم : في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة هجم الفرنج على الأثارب وقتلوا جمعا وأحرقوها وأسروا من لم يعتصم بالقلعة ، ثم إنهم في ربيع الآخر من السنة نزلوا نواز وزحفوا إلى الأثارب ثانية وأحرقوا الدور والغلة ، وسار بغدوين وأغار على حلب وأخذ الناس والدواب من حاضر حلب ومن الفنادق وأخذ ما يجل قدره من الماشية وأسر نحوا من خمسين أسيرا ، وصاح الصايح فخرج نفر يسير من العسكر فظفروا بالفرنج وخلصوا المواشي وعاد الفرنج إلى أعمالهم ، وكان النائب بحلب شمس الدولة سليمان بن نجم الدين إيلغازي ، وكان إيلغازي قد ولى رياسة حلب في سنة أربع عشرة في رجب مكي بن قرناص الحموي وجعله بين يديه ، فكتب إلى ولده ونوابه يأمرهم بصلح الفرنج على ما يريدون فصالحهم على سرمين والجزر وليلون وأعمال الشمال على أنها للفرنج وما حول حلب للفرنج منه النصف حتى إنهم ناصفوهم في رحى العربية وعلى أن يهدم تل هراق بحيث لا يبقى للفئتين فيه حكم ، وطلبوا الأثارب فأجاب إيلغازي إلى ذلك فامتنع من كان فيها من التسليم فبقيت في أيدي المسلمين ، وكان الذي تولى الصلح جوسلين وجفري وكان بغدوين في القدس ، فلما وصل رضي بذلك وشرع في عمارة دير خراب قديم بالقرب من سرمدا وحصنه ثم أطلقه لصاحب الأثارب ( سير ألان دمسخن ) وأمر إيلغازي ولده بإخراب قلعة الشريف المجددة بحلب وإخراج من كان فيها من جند رضوان فأخرجهم شمس الدولة ابن قرناص بحلب بعذر الإغارة على أعمال الفرنج وأغلقت أبواب حلب في وجوههم وتولى الرئيس مكي بن قرناص خرابها في جمادى الآخرة.