وقال في حوادث سنة ١٩٩ : وفيها قوي أمر نصر بن شبث العقيلي بالجزيرة وكثر جمعه وحصر حران ، وأتاه نفر من شيعة الطالبيين فقالوا له : قد وترت بني العباس وقتلت رجالهم وأعلقت عنهم العرب ، فلو بايعت لخليفة كان أقوى لأمرك ، فقال : من أي الناس ؟ فقالوا نتبايع لبعض آل علي بن أبي طالب ، فقال : أبايع بعض أولاد السوداوات فيقول إنه هو خلقني ورزقني ، قالوا : فتبايع لبعض بني أمية ، فقال : أولئك قد أدبر أمرهم والمدبر لا يقبل أبدا ، ولو سلّم علي رجل مدبر لأعداني إدباره وإنما هو أي في بني العباس وإنما حاربتهم محاماة عن العرب لأنهم يقدمون عليهم العجم.
وقال في حوادث سنة ٢٠٤ : في هذه السنة قدم المأمون بغداد وكان قد كتب إلى طاهر وهو بالرقة ليوافيه بالنهروان فأتاه بها ودخل بغداد منتصف صفر.
ترجمة طاهر بن الحسين :
قال ابن خلكان : أبو الطيب طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن ماهان ، كان جده رزيق مولى طلحة الطلحات الخزاعي المشهور بالكرم والجود المفرط ، وكان طاهر من أكبر أعوان المأمون وسيره من مرو كرسى خراسان لما كان المأمون بها إلى محاربة أخيه الأمين ببغداد لما خلع المأمون بيعته ، والواقععة مشهورة ، وسير الأمين أبا يحيى علي بن موسى بن ماهان لدفع طاهر عنه فتواقعا وقتل على المعركة وتقدم طاهر إلى بغداد وأخذ ما في طريقه من البلاد وحاصر بغداد والأمين بها وقتله سنة ثمان وتسعين وماية وحمل رأسه إلى خراسان ووضع بين يد المأمون وعقد للمأمون على الخلافة ، فكان المأمون يرعاه لمناصحته وخدمته. وكان شجاعا أديبا ، وركب يوما ببغداد في حرّاقة فاعترضه مقدس بن صيفي الخلوقي الشاعر وقد أدنيت من الشط ليخرج فقال : أيها الأمير إن رأيت تسمع مني أبياتا ، فقال : قل ، فأنشأ يقول :
عجبت لحرّاقة ابن الحسي |
|
ن لا غرقت كيف لا تغرق |
و بحران من فوقها واحد |
|
و آخر من تحتها مطبق |
و أعجب من ذاك أعوادها |
|
و قد مسها كيف لا تورق |