معز الدولة إلى بغداد واصطلح هو وناصر الدولة سار سيف الدولة إلى نجا ليقاتله على عصيانه عليه وخروجه عن طاعته ، فلما وصل إلى ميافارقين هرب نجا من بين يديه فملك سيف الدولة بلاده وقلاعه التي أخذها من أبي الورد ، واستأمن إليه جماعة من أصحاب نجا فقتلهم ، واستأمن إليه أخو نجا فأحسن إليه وأكرمه وأرسل إلى نجا يرغبه ويرهبه إلى أن حضر عنده فأحسن إليه وأعاده إلى مرتبته ، ثم إن غلمان سيف الدولة وثبوا على نجا في دار سيف الدولة بميافارقين في ربيع الأول سنة أربع وخمسين فقتلوه بين يديه ، فغشي على سيف الدولة ، وأخرج نجا فألقي في مجرى الماء والأقذار وبقي إلى الغد ، ثم أخرج ودفن.
قال ابن مسكويه في تجارب الأمم : في هذه السنة فتك غلمان سيف الدولة بحضرته على نجا بالسيوف فقتلوه ، ولحق سيف الدولة في الوقت غشية مكث فيها نحو الساعة ، فأمرت زوجته وهي بنت أبي العلاء سعيد بن حمدان أن يجر برجل نجا ، ففعل ذلك إلى أن أخرج من قصرها ، وفيه كان جرى على نجا ما جرى وطرح في مجرى ماء ينصب إليه المياه والأقذار وبقي فيه إلى الغد وقت العصر ، ثم أخرج وكفن ودفن.
وفي هامشه نقلا عن صاحب ميافارقين ما نصه : حضر نجا في مجلس سيف الدولة وعنده جماعة على الشراب ، فتكلم سيف الدولة في شيء وحاجّه وخرج عليه بكلام قبيح ، فوثب عليه غلام لسيف الدولة يسمى نجاحا فضربه على رأسه بسيف فقتله ، فحمل إلى ميافارقين ودفن بها وندم سيف الدولة على قتله ، وسار وملك أخلاط وتلك الولاية بأسرها. اه.
سنة ٣٥٤
ذكر مخالفة أهل أنطاكية على سيف الدولة
قال ابن الأثير : في هذه السنة عصى أهل أنطاكية على سيف الدولة بن حمدان ، وكان سبب ذلك أن إنسانا من أهل طرسوس كان مقدما فيها يسمى رشيقا النسيمي كان في جملة من سلمها إلى الروم وخرج إلى أنطاكية ، فلما وصله أخدمه إنسان يعرف بابن الأهوازي كان يضمن الأرحاء بأنطاكية ، فسلم إليه ما اجتمع عنده من حاصل الأرحاء