سنة ٣٠٢
قال القرطبي : لما استعمل أمر عبيد الله الشيعي القائم بالمغرب وقدم ولد عبيد الله الإسكندرية أنهض المقتدر مؤنسا الخادم وندب معه العساكر وكتب إلى عمال أجناد الشام بالمصير إلى مصر وكتب إلى ابن كيغلغ وذكا الأعور وأبي قابوس الخراساني باللحاق بتكين لمحاربته وخلع على مؤنس في شهر ربيع الأول سنة ٣٠٢ وخرج متوجها إلى مصر.
ولاية أحمد بن كيغلغ سنة ٣٠٢
قال في زبدة الحلب : لما قدم مؤنس الخادم إلى حلب عزل ذكا الأعور عن حلب وولاه دمشق ومصر وولى حلب الأمير أبا العباس أحمد بن كيغلغ. وتوفي ذكا الأعور الرومي بمصر سنة ٣٠٧ وكان على قضاء حلب سنة تسعين محمد بن محمد الخدوعي ، ثم ولي القضاء بحلب وقنسرين محمد بن أبي موسى الضرير الفقيه في سنة سبع وتسعين ومائتين وشخص إلى عمله لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر ، ثم صرف محمد بن أبي موسى عن قضاء حلب وقنسرين في سنة ثلاثمائة بأبي حفيص عمر بن الحسن بن نصر الحلبي القاضي ، وكانت داره بسوق السراجين ، وعزل أبو حفيص عن القضاء في حلب سنة اثنتين وثلاثمائة ووليها أبو عبد الله محمد بن عبدة بن حرب ، وتوفي عمر بن الحسن القاضي سنة سبع وثلاثمائة ، وكان محمد بن عبدة بن حرب قاضيا بها سنة خمس وثلاثمائة ، ثم تولى قضاء حلب وحمص إبراهيم بن جعفر بن جابر أبو إسحق الفقيه في سنة ست وثلاثمائة وولي الخراج من قبل المكتفي بحلب الحسن بن الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك وتوفي بحلب في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة فجأة. وولي الخراج بعده علي بن أحمد ابن بسطام والأنقاق عبد الله بن محمد بن سهل ثم توفي سنة اثنتين وثلاثمائة وتولى مكانه محمد بن الحسن بن علي الناظري.
وكان أبو العباس بن كيغلغ أديبا شاعرا جوادا ، وهو الذي مدحه المتنبي بقوله : [ كم قتيل كما قتلت شهيد ] ومن شعر الأمير أحمد بن كيغلغ قوله :
قلت له والجفون قرحى |
|
قد أقرح الدمع ما يليها |