الزلازل بأنطاكية في هذه السنين
قال الجلال السيوطي في كتاب الصلصلة في الزلزلة : في سنة ٢٢٠ زلزلت الأرض ودامت أربعين يوما وتهدمت أنطاكية ، وفي سنة ٢٣٠ حصلت زلزلة بدمشق وامتدت إلى أنطاكية فهدمتها واتصلت بالجزيرة والموصل وكان أشدها بأنطاكية والعواصم.
ولاية أحمد بن سعد بن مسلم بن قتيبة
وولاية نصر بن حمزة الخزاعي سنة ٢٣١
قال ابن الأثير : فيها كان الفداء بين المسلمين والروم ، واجتمع المسلمون فيها على نهر اللامس على مسيرة يوم من طرسوس ، واشتى الواثق من بغداد وغيرها من الروم ، وعقد الواثق لأحمد بن سعيد بن مسلم بن قتيبة الباهلي على الثغور والعواصم وأمره بحضور الفداء هو وخاقان الخادم وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين ، فمن قال القرآن مخلوق وأن الله لا يرى في الآخرة نودي به وأعطي دينارا ، ومن لم يقل ذلك ترك في أيدي الروم ، فلما كان في عاشوراء سنة إحدى وثلاثين اجتمع المسلمون ومن معهم من الأسرى على النهر وأتت الروم ومن معهم من الأسرى ، وكان النهر بين الطائفتين فكان المسلمون يطلقون الأسير فيطلق الروم الأسير من المسلمين فيلتقيان في وسط النهر ويأتي كل أصحابه ، فإذا وصل الأسير إلى المسلمين كبروا وإذا وصل الأسير إلى الروم صاحوا حتى فرغوا ، وكان عدة أسرى المسلمين أربعة آلاف وأربعمائة وستين نفسا والنساء والصبيان ثمانمائة وأهل ذمة المسلمين مائة نفس ، وكان النهر مخاضة تعبره الأسرى ، وقيل بل كان عليه جسر ، ولما فرغوا من الفداء غزا أحمد بن سعيد بن مسلم الباهلي شاتيا فأصاب الناس ثلج ومطر فمات منهم مائتا نفس وأسر نحوهم وغرق بالبدندون خلق كثير ، فوجد الواثق على أحمد وكان قد جاء إلى أحمد بطريق من الروم ينذره فقال وجوه الناس لأحمد : إن عسكرا فيه سبعة آلاف لا تتخوف عليه فإن كنت كذلك فواجه القوم واطرق بلادهم ، ففعل وغنم نحوا من ألف بقرة وعشرة آلاف شاة وخرج فعزله الواثق واستعمل مكانه نصر بن حمزة الخزاعي في جمادى الأولى ، وفي سنة ٢٣٢ توفي الواثق وولي الخلافة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم.