حيوس ستة أشهر ومات وخلف ما يزيد على عشرة آلاف دينار. ومما نقل من مكارم أخلافه وسماحته ما حكاه عمر بن محمد بن علي بن الشحنة الموصلي قال : لما توفي أبو الفتيان ابن حيوس ترك مالا كثيرا وعبيدا وغير ذلك فأخبر الأمير مسلم فأشار عليه بعض من حضر برفعه إلى خزانته ، فاعتراه من ذلك غضب عظيم حتى هم أن يقتل المشير عليه بذلك ، قال له : ويلك أعمد إلى مال قد سمحت به أنفس الأجواد وجادت به أكف الكرام وقد أخذ من فضلات عطاياهم فأجعله في خزائني ، اعزب عني فلا حاجة لي في صحبتك ، ثم أمر بالمال فجعل في حرز ، ولم يكن لابن حيوس ورثة فبقي دهرا ، ثم قيل للأمير مسلم إن له بحران بنت أخت وهي مستحقة للميراث ، فقال : ادفعوا جميع الميراث لها.
هذي المآثر لا ما تفتري كذبا |
|
و ذي المكارم لا قعبان من لبن |
هكذا ذكر ابن الشحنة. وقال المؤيد : كان لابن حيوس بنت أخ بحلب وهي فاطمة بنت أبي المكارم محمد بن سلطان بن حيوس ، وكانت زوجة أحمد والد أبي غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة ، ولعل تركة ابن حيوس دفعها الأمير لهذه ووهم الحاكي بذكر حران بدل حلب وبنت الأخت بدل بنت الأخ. اه ( من الوافي بالوفيات للصفدي ومن المختار من الكواكب المضية ).
وقال في الزبد والضرب : كان القاضي بحلب في أيام شرف الدولة القاضي كسرى بن عبد الكريم ابن ابن كسرى ، ومات فولي قضاءها أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن أبي جرادة وهو ابن ابن بنت كسرى المذكور ، وكان أبو المكارم شرف الدولة يخاطبه بابن العم لكونه عقيليا والقاضي عقيلي. اه.
ولاية إبراهيم بن قريش العقيلي سنة ٤٧٨
قال ابن الأثير : لما قتل مسلم بن قريش قصد بنو عقيل أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس فأخرجوه وملكوه أمرهم ، وكان قد مكث في الحبس سنين كثيرة بحيث إنه لم يمكن المشي والحركة ، ولما قتل سار سليمان بن قتلمش إلى حلب فحصرها مستهل ربيع