أيام لا واش مطاع ولا |
|
صاح بوشك البين منا غراب |
وله أيضا :
غنائي ينفر عني الحزن |
|
و شربي ما بين كوب ودن |
و إني لأحقر هذا الزمان |
|
و لا سيما أهل هذا الزمن |
يريدون نيل العلى بالمنى |
|
و نيل العلى برغيب الثمن |
وله أيضا :
سقى دارهم أيام نحن جميع |
|
ملث لدمعي للفراق دموع |
و ما كنت مجزاع الفؤاد وإنما |
|
فؤادي على بين الحبيب جزوع |
و كانت سليمى للمحبين روضة |
|
و وصل سليمى روضة وربيع |
ويقال إن رجلا سأل شرف الدولة مسلم حاجة ، وسار في موكبه إلى أن وصل إلى مضربه فقال : أيها الأمير لا تنس حاجتي ، فقال له شرف الدولة : إذا قضيتها نسيتها. ولما أتاه ابن حيوس ليمدحه قيل له إن هذا شاعر وما مدح أحدا من الملوك إلا وهو قاعد ، وإنه تسمى بالأمير ، والرأي أن يكون الجلوس له في مكان ليس فيه بساط ولا ما يجلس عليه الأمير ، ففعل ذلك فأذن له فلم يجد مكانا يصلح للجلوس فشرع وأنشد قائما قصيدته التي أولها :
ما أدرك الطلبات مثل مصمم |
|
إن أقدمت أعداؤه لم يحجم |
فلما انتهى إلى قوله في القصيدة :
أنت الذي نفق الثناء بسوقه |
|
و جرى الندى بعروقه قبل الدم |
اهتز لذلك وقال : ليجلس الأمير ، وأمر له ببساط فجلس وأتمها قاعدا وأعطاه الموصل. وذكر نضر بن محمد بن أبي هنون النحوي في كتابه « بستان المبقلة » قال : مدح ابن حيوس شرف الدولة في آخر عمره فقيل لمسلم : كان رسم هذا على بني صالح أصحاب حلب ألف دينار على كل قصيدة ، فقال : همتي تسمو أن أزيد على عطاياهم ، فقال له وزيره : هذا شيخ قد بلغ نهاية العمر واستوفى مدته ، والصواب أن نقطعه الموصل كما أقطعها المعتصم لأبي تمام ليبقى لك الذكر كما بقي له ، فأقطعه الموصل ، فبقي ابن