حدث بهاء الدولة قال : حدثني الشريف عز الدين النقيب بحلب قال : كنت عند لؤلؤ ياسا وقد أمر أن يحط فيه تبن للخيل ، فحدثته حديث مسلم فقال لأصحابه : أريد أن تملئوه تبنا فلقد خربوا حلب وما امتلأ.
وذكر الهلال بن المحسن الصابي في تاريخه أن الأمير شرف الدولة لما صابر حلب وأشرفت على الأخذ خطب إلى صاحبها سابق بن محمود أخته وتم العقد ، وفي يوم تسليم القلعة ودخوله إليها دخل في ذلك اليوم والساعة بالعروس فقيل إنه فتح في ساعة واحدة حصنين ، وفي ذلك يقول منصور بن تميم بن زنكل :
فرعت أمنع حصن وافترعت به |
|
نعم الحصان ضحى من قبل يعتدل |
و حزت بدر الدجى شمس الضحى فعلى |
|
مثليكما شرفا لم تسدل الكلل |
وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، وكانت إمارته خمسا وعشرين سنة وعمره خمسا وأربعين سنة وشهورا ، وكان قتله سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ، وكان رافضيا خبيثا أظهر ببلاده سب السلف. وكان كريما فاضلا حليما شاعرا ، ذكره العماد الكاتب في الخريدة من جملة الشعراء ، وكان لقبه مجد الدين سلطان الأمراء سيف أمير المؤمنين ملك بلاد الشام صلحا وعنوة ، وفرغ إذ عصم عواصمها من العز ذروة ، وكان منصور الرأي والراية منتهيا في اكتساب المحامد إلى أقصى الغاية ، مسلم كاسمه زاده الله بسطة في علمه وجسمه جسيم الأيادي رحيب النادي ، ومن شعره :
إذا قرعت رجلي الركاب تزعزعت |
|
لها الشم واهتم الصعيد إلى مصر |
وله أيضا :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر |
|
و الماء صنفان ذا صاف وذا كدر |
وله أيضا :
غلام أحور العينين أحوى |
|
أبى بعد العريكة أن يلينا |
وله أيضا :
يا منزل الحي سقيت السحاب |
|
أيام لبسي فيك ثوب الشباب |
سقيا لأيامك لو أنها |
|
دامت لنا مع زينب والرباب |